TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: أُمم آسيا مسلسل تركي!

كلمة صدق: أُمم آسيا مسلسل تركي!

نشر في: 2 مارس, 2019: 12:00 ص

 محمد حمدي

نعم أضحت أحداث مشاركتنا في بطولة أمم آسيا الأخيرة شبيهة بأحداث مسلسل تركي كتب وفق سيناريو دراماتيكي غير قابل للانتهاء، فكلما شارفت ازمة على نهايتها ولدت من رحمها ازمة اخرى أشد ضرراً وتأثيراً من سابقتها، تارة يكون بطلها المدرب واخرى اللاعب أو الإعلام، وتتمحور شخصية البطل والابطال برئيس الاتحاد والاعضاء دون غيرهم حيث نزهوا عن الخطأ وجاد بهم الزمان على حين غفلة.
لقد تابعنا عبر المدى مرصد الصحافة الآسيوية وكل ما يدور عن البطولة وما بعدها في صحف الهند والصين واستراليا واليابان والخليج بكل تقلّباته ووثقنا انتهاء الملفات للفرق المشاركة بجميع تفاصيلها حتى تلك التي ارتبطت بإقالة المدربين أو سيّست قضاياها بصورة وبأخرى، إلا ملف مشاركة العراق التي تستنسخ نفسها مثل فايروس الكومبيوتر بلا نهاية، وياليتها كانت تتمحور حول الجوانب الفنية للمنتخب وعلاجها وليست الجوانب الفضائحية المقزّزة الى حدود بعيدة جداً بين ملفات الرشوة والتملّق والسهر والانفلات وما هو اخطر في مقبل الايام.
إن ما يحصل هو صدمة ووصمة وقلة دراية واحتراف في التعامل مع الامور الخاصة بالوفود، لقد شعرت بالخجل وأنا أتابع برامج أجنبية تتناول ملف العقوبات على لاعبي المنتخب بشيء من التهكّم واللكنة الفضائحية وعناوين رنانة تصدّع الرأس قبل الأذن، تصوّروا أن يتداول إعلام غربي ما يحصل لدينا بهذا الشكل الصعب ( لاعبون وإعلاميون يطولهم كارت الاتحاد الأحمر على خلفية فضائح مدوّية لمنتخب العراق) فهل حقاً فعل الاتحاد ما هو صحيح ووضع النقاط على الحروف؟ وإذا كان وفد المنتخب في الإمارات تحت عدسة الإعلام وضغطه وحصل ما حصل، فهل يعلم اعضاء الاتحاد ما جرى في الرحلات الاخرى لبقية المنتخبات في بلدان جنوب شرق آسيا مثلاً؟ واخيراً إذا اصاب الانفلات اللاعب وهو تحت المراقبة والرصد ترى من يراقب الإداري والتابعين وتابعي التابعين؟!
أعتقد أن الاتحاد قد أخطأ بإعلانه السينمائي وأضرّ من حيث أراد أن ينفع وعليه تدارك ما صدر عنه بالسرعة القصوى والاعتذار عن الخطأ الفادح الذي ارتكبه بلا أوان وزمان يتقبلهما العقل والمنطق، لأن الجماهير الرياضية صارت تدرك أكثر من أي وقت مضى من هو المسؤول عن تدنّي واقع المنتخبات جميعاً وليس المنتخب الأول فقط حيث سبقه الى هاوية الفشل منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي، كما سبقت ذلك كله موجات فضائحية حول التزوير الذي طال المنتخبات الخاصة بالفئات العمرية.
ولا نريد أن نتحدث عن دوري الكرة وما يحصل فيه وتدنّي الواقع الكروي سريعاً مع انشغال الاتحاد بإدارته بأمور انتخابية سابقة كلّفته الكثير ومازالت تبعاتها قائمة الى اليوم وفتحت له أبواب محكمة كاس على مصراعيها، هنا يكمن الخلل وينطلق من أراد الإصلاح وليس بإلقاء اللوم على لاعب وإعلامي وإثارة ضجة كبرى بلا فائدة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram