علي حسين
لأنّ الله رحيم بعباده من العراقيين، فقد تلقينا بسرور بالغ قبل أيام الخبر الصادر عن النائب " الهمام " أحمد الجبوري الملقب بـ أبو مازن والذي يؤكد فيه أنه حصل على ملايين الدولارات والمناصب ، والصفقات لأنه ظل يناضل خلال 12 سنة ، ولهذا فإن ساعته الرولكس التي تجاوز ثمنها الخمسة عشر دولاراً أمر عادي ، وهي متاحة أمام جميع العراقيين مثلما بشّرنا " مشكوراً " .
وتتذكرون معي كيف خرج علينا هذا المناضل أحمد الجبوري أبو مازن ، ليطالبنا بأن نعطيه ثلاثين مليون دولار كي يصرفها على الكاولية ! فهي في نظره أفضل من العملية السياسية التي لاتريد أن تعطي رجلاً بحجم أبو مازن حقه ، فمنصب وزير ومحافظ ، وعرّاب صفقة رئيس البرلمان ونائب أو نائم دائم على قلوب العراقيين لاتكفي مسيرة أحمد الجبوري الذي طالبنا بأن نسميه " الزعيم " ، وهكذا تنفسنا جميعا الصعداء مع الحوار الذي أجرته قناة آسيا معه ، والذي فتح باباً من الأمل لإمكانية أن يعرف الشعب قدره ، وأن لا يدسّ أنفه في كل قضية، ويطارد مسؤوليه "النزيهين " متهماً إياهم بالفساد ونهب ثروات البلاد، ولم يكتف " الزعيم " أبو مازن بذلك بل أخبرنا أنّ أهالي صلاح الدين يطيعونه طاعة عمياء !
هل حضرتك عزيزي المتفرج متفاجئ من الحالة؟ هل السيد أحمد الجبوري وهو يقول إن العملية السياسية " طايح حظها " مع انه يفرهد من خلالها الملايين من الدولارات ، ويملك مئات الكيلومترات من الاراضي ، هل كان يعرف جيداً أن لا أحد سيحاسبه، وأن فعلته احاديثه وشاءه الذمم في البرلمان كأنها لم تكن، وأن هيئة البرلمان مشغولة بالفضيلة والأخلاق !
مهمة النائب أن يرتقي بالعمل السياسي ، ويعمّق رؤيته، ويضع هموم الناس تحت المجهر، والآن، نشاهد على الفضائيات مقاطع ساذجة لسياسيين يتميزون بسوء التعبير والخلوّ من أي جملة مفيدة وإلا ما معنى أن يصدِّع رؤوسنا أبو مازن باعتباره زعيماً لاينافَس في تكريت وأن الناس تطيعه طاعة عمياء ، وأن عدم سماع كلامه سيُدخل محافظة صلاح الدين في مأزق عظيم، ولكن ياسيدي النائب هل هناك مأزق أكثر من مشاهدتك في اليوم ثلاث مرات ومنذ سنوات ؟!
اليوم الكلّ صار نجم الشاشة الصغيرة ، الكل يتفنن في بثّ سموم الانتهازية والطائفية ، وإرشاد الناس كيف يصبحون صالحين من خلال انتخابهم، ولم نتوقع أن يكون آخر هذا " اللغو الذي يقول صاحبه انه يستحق كل هذه الثروة لانه " مناضل" ! .