نجاح الجبيليضيّف معهد الفيلم البريطاني في لندن الشهر الماضي موسماً لأفلام المخرج الأرمني سيرجي بارادانوف وتم في المهرجان الذي سيستمر إلى منتصف آيار عرض أفلام باردانوف الطويلة والقصيرة والوثائقية.وقالت راعية المهرجان أليزابيتا فابريزي أنها كانت تكن شغفاً كبيراً للمخرج.
فقد أكملت رسالتها الجامعية حول أفلامه وكانت مشغولة منذ زمن طويل بفكرة تقديم بارادنوف إلى الجمهور العالمي بصورة واسعة. وكان ميراث بارادنوف قد أثر على أساليب صناع السينما البريطانية ومنهم ديريك جارمان الذي تأثرت أعماله بفيلم "لون الرمان". و"الإتباع" الآخرين هم "الأخوة كوي" الذين تدعوهم فابريزي "الأساتذة الحقيقيين للرسوم المتحركة". وعلى الرغم من بروزه وتأثيره في صانعي الفيلم من القرن العشرين إضافة إلى مصممي الأزياء والموسيقيين والفنانين فإن باردانوف غير معروف لعشاق السينما.وبالنسبة لفابريزي فإن قدرة المخرج على تقريب الثقافات والأديان المختلفة مثل الاسلام والمسيحية في أفلامه يجعلها موضوعية وحديثة في السياق السياسي والاجتماعي اليوم. وحين التقت فابريزي بليلى الكسندر غاريت وهي مروجة للفن الروسي في لندن والتي كانت تبحث عن مكان لتضييف مهرجان أفلام باردانوف عرفت بأن الحلم أصبح حقيقة. وتعاونت الاثنتان المعجبتان ببارادانوف باتصالاتهما وخبرتهما وأخيراً عقد المهرجان بعد تحضير لمدة شهرين ونصف. والمهرجان هو أكبر احتفال بباردانوف يعقد في المملكة المتحدة منذ أن عرضت سينما لومييه قبل عشر سنوات في بريطانيا معرضاً لأفلامه.وقد عرضت في المهرجان أفلاماً لباردانوف وأخرى متأثرة به بضمنها أفلام وثائقية لمخرجين من روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا. وتضمن أيضاً جلسات سؤال وجواب مع أصدقاء باردانوف ومتعاونين معه إضافة إلى دارسيه.وهناك ندوة عقدت في 6 آذار وحضرها عدد كبير من الضيوف منهم مدير متحف باردانوف وأولئك الذين عملوا معه. كما عرض فن التجهيز في الفراغ الذي صنعه الفنان المعاصر مات كوليشو. وجمع المشروع بين النحت والصورة المتحركة في عمل في الهواء الطلق بوحي من صنعة بارادانوف. وسوف يستمر إلى 9 آيار ونجح في التوصيل الشعري لروح مسعى بارادنوف الفني.وقد نظمت في المهرجان معرضاً للصور للفنان الجورجي يوري ميشيتوف والذي احتوى على صور نادرة للمخرج خلال صداقته الطويلة معه. إضافة إلى حفلة موسيقية في الكنيسة الأرمنية.وبارادانوف هو مخرج سوفيتي من أصل أرمني ولد في جورجيا عام 1924 وتوفي عام 1990 وله أسلوبه السينمائي الخاص ورؤيته الشعرية التي كانت تتعارض مع الواقعية الاشتراكية مما أدى إلى صدامه مع النظام وسجنه ومن أفلامه "ظلال أجدادنا المنسيين" و"لون الرمان" و "اسطورة قلعة سورام" و "الشيخ غريب".
موســم بــاردانـــوف فـي لـنــدن
نشر في: 27 إبريل, 2010: 04:54 م