اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عزت الشابندر بين ماركس وحزب الدعوة

العمود الثامن: عزت الشابندر بين ماركس وحزب الدعوة

نشر في: 4 مارس, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

منذ أن بدأتُ بكتابة هذه الزاوية اليومية التي ستدخل عامها العاشر قريباً ، وأنا لديّ مشكلة أساسية مع ما يقوله العاملون في " مزاد " السياسة " ، وتراني أضحك كلما أسمع احدهم يذرف الدمع على حال العراقيين ، ويطلق الزفرات والآهات على أحوال البلاد والعباد ، والأموال التي سلبت في وضح النهار . .
بالامس خرج علينا السيد عزت الشابندر ليقول إن حزب الدعوة هو سبب المشكلة وانه لايريد أحداً أن يعارضه ، وأن كل ما يقوله حزب الدعوة في بياناته كذب ، ولا أريد أن أذكّر القارئ بما قاله عزت الشابندر قبل عام من هذا التاريخ حين خرج علينا حول كتلة المالكي التي هي فرع من حزب الدعوة ، ليخبرنا بأنها المنقذ الوحيد للعراق ، بشرط ان يوافق السيد نوري المالكي على العودة إلى قيادتنا !
ليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها عزت الشابندر أن يتلاعب بذاكرة المواطن العراقي ، فقد فعلها قبل سنوات حين مهد الطريق أمام إعفاء مشعان الجبوري من كل التهم التي وجهت ضده ومنها قضايا تتعلق بالمال العام واخرى تتعلق بما كان يقوله ويفعله على شاشة قناته " الزوراء " ، بعدها ذهب صوب محمد الدايني ، ليشغلنا بمعركة إطلاق سراحه .
حين يتقدم بلد مثل العراق سُلّم البلدان الأكثر فساداً ونهباً للمال العام، فإن الأمر يدخل أيضا في قائمة المؤامرات الإمبريالية ، والعداء للتجربة السياسية ، فلا مشكلة أن نفشل في إدارة مؤسسات الدولة ! وأين المشكلة حين يدير أمور العباد، أناس لم يدخلوا يوما مكتبة عامة، ولا يفرقوا بين كتاب الطبخ، وكتاب علي الوردي.. ولهذا لم أستغرب عندما قرر عزت الشابندر أن ينتقل من صراعه مع حزب الدعوة ، الى معركة كسر العظم مع ماركس ، فهو يقول لمقدم برنامج بين زمنين الزميل حامد السيد ، لماذا نحظر حزب البعث ولا نحظر الحزب الشيوعي ، فالاول أفكاره جميلة وراقية ووطنية ، والثاني ويقصد الشيوعي يمشي وراء ماركس الذي أفكاره كلها ظلامية وسوداوية وكفر وإلحاد ومادية وحتمية تاريخية !
لا أريد أن أدخل في جدل مع الفيلسوف عزت ، حول موضوعات تخصص بها المفكرون من أمثاله، ولا أملك دليلا دامغا على أن الشابندر ربما كان "ينكّت"، لكن أعرف أن طريقة حديثة توحي بأن الرجل لا يؤمن بكل كلمة يقولها على الفضائيات وتلك هي المصيبة التي تحاصرنا ، فقد اكتشفنا أن الذين يقودون البلد هم مجموعة من اللاعبين على الحبال تنتابهم حالة من الانتهازية كلما لوّح لهم بالورق الإمبريالي " الاخضر طبعاً .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram