ترجمة: عباس الحسيني
أعطى مخرجو أميركا اللاتينية ، دفقاً وحيوية لعالم هوليوود ، وذلك باثرائهم لقيم وثيمات سيمية محدثة، الهم اللاتيني وطرائق المعالجة أزالا الالتباس الحاصل، في التسييد في ساحات هوليوود ولعقود ، وهو الأمر الذي انتهى الى انتاج مئات الأفلام ، التي أنتجتها أوروبا وأميركا، بإنتاجات ضخمة الميزانيات ، لكنها جاءت هشة الطرح مكررة، وخالية من أي مضمون انساني ، أو إطار فني معمق.
بدأ الأمر مع الانتاج المشترك، المثير جداً للتاريخ السينمائي ، إن مخرجات لاتينيات ، قد بدأن يقدمن وبشجاعة وتفرد أنفسهن، كمخرجات مبدعات ، في طريق سينمائي وعر وغاية في الصعوبة، ووسط أساطير هوليوود من كبار الاسماء من المنتجين و المخرجين.
لقد حصل اللاتينيون على 20 جائزة أوسكار تتقدمهم المخرجة الطموحة ناتاليا ألماندا من المكسيك بتقديمها لفلم الجنرال ، the general وهو تجسيد واقعي لشخصية الجنرال المكسيكي بلوتاركو كاليس، وقد نجحت بسيناريو مركب ودقيق من تسليط الضوء على سلوكية جنرال ازاء تغيرات سياسية واقتصادية في المكسيك في واقع مزر ، تعقبه مشاهد إثارة لا تخرج عن الطابع الهوليوودي ، كونها قد درست الإخراج والسينوغرافيا في الولايات المتحدة الاميركية.
ثم جاء دور المخرجة اورورو كوينتيرا بفلم مشترك مع مانديز بفلم ماسكيتو ماري ، وهو فلم غاية في الإثراء السردي لمحور علاقة بين صديقتين ، يمنحان العالم درساً في نقاء العلاقات الانسانية وديمومة الحوار الأخاذ ، الذي يعود بِنَا الى حوارات المتخيل الستيني ...
ثم ابدعت المخرجة كريستينا اداراندو ، بفيلم سيرة مقتبسة ورائعة ، عن النحات الاميركي
، ومعاناته في إنجاز أطول نحت برونزي لمدينة مشتركة الثقافات ، هي مدينة الباسو في تكساس ، وذلك الحوار الخلاق بين النحات وما يحاول خلقه من فن متفرد مذكراً بحوارات النحات الإيطالي مايكل آنجلو.
لكن المخرجة ماريالي ريفاز حققت طفرة سينمائية إنسانية هادرة ، بفلمها الرائع الأميرة، وهو سيرة معقدة لفتاة تنتمي الى تجمع مذهبي يكرس لعبادة الافراد worshipping personality ، حقق الفيلم المنتج عام 2012 قفزة فكرية في تتبع الميول المريضة لتعظيم الذوات وفك الارتباط المقدس بالمهووسين ، حيث قدم الفيلم جهداً غير عادي ، في تتبع مسارات الشخصيات ، ونفاذ الوعي المتعالي ، في مزيج فني وأدبي وفلسفي أخاذ .
أما باز فابريكا فقد أجهدت نفسها في شريط سيمي لسيرة زوجين يربيان طفلة مشردة والوقوف على حقيقة ذلك المشهد الإنساني ، للعثور على ملجأ آمن للذوات الإنسانية المتشظية بوقع الإيلام الاجتماعي المعاصر ، مع التركيز على مفهوم الاغتراب الفلسفي في طرح فني أخاذ ومثير للإعجاب ، ومع عنوان مبسط وذكي هو الأم الثانية، the second mother. حقق الفيلم نتائج مذهلة وبميزانية محدودة بلغت 500 ألف دولار فقط.