محمد حمدي
دخلنا رسمياً مرحلة العد التنازلي الأخير نحو انطلاق بطولة غرب آسيا للأندية الأبطال بكرة السلة يوم الأحد المقبل في بغداد بمشاركة خمسة أندية في أعقاب انسحاب الهومنتمن اللبناني من البطولة رسمياً، ومع ذلك فإن التحضيرات النهائية تسير بانسيابية وطريقة مذهلة عزّزها وقوف جميع اللجان على أدق التفاصيل وحتى ساعات متأخرة من الليل بتواجد رئيس اللجنة المنظمة العليا وكيل وزير الشباب والرياضة لشؤون الرياضة عصام الديوان الذي عكس عبر رسائل اطمئنان واضحة بأن الجهد الحكومي والاسناد المباشر لاتحاد كرة السلة العراقي لن يتوقف عند أي حد ممكن.
الحدث بكل تأكيد سيظهر الى العالم بألوان الرياضة العراقية والصورة المشرِقة التي نحاول إيجازها لمن يريد أن يطّلع ويؤسس معها صورة مثالية لاحتضان العراق لبطولات مماثلة مقبلة بمختلف الألعاب الرياضية، والأهم والذي يجب أن يفهمه الجميع وبصورة خاصة في الاتحادات الرياضية التي من الممكن أن تضرب موعداً لها لبطولات أقليمية أو قارية يضيفها العراق أن الجهد الحكومي وهو الأبرز والأكثر تأثيراً على الساحة سيكون جاهزاً لاسناد هذه البطولات لأن الظروف التي نعيشها اليوم وثقل عجلة الاستثمار تدعوكم للوقوف مع الحكومة بالمساندة في مثل هذه الملفات وليس العكس الذي لا يفضي إلى نتيجة تذكر.
الأهم من ذلك أن مشاهِد النجاح المبكّر للبطولة في بغداد حتى قبيل انطلاقها عكسها الاتحاد الآسيوي بموقعه الرسمي الذي عدَّ التنظيم في بغداد بأنه فارقة نجاح تاريخية بعد انقطاع طويل لأسباب كثيرة تلاشت اليوم، ومن الممكن أن تكون الحلقات المقبلة متواصلة خاصة وأن ثمّة ثورة في إعمار البُنى التحتية تجري على قدم وساق، هذه الرسالة تشير الى أول إيجابيات إقامة البطولة في بغداد عبر اعتراف الاتحاد الآسيوي بأحقية بغداد وقدرتها على التنظيم وهو مكسب في غاية الأهمية لمن يتمعّن بين السطور.
إن الاشارات الإيجابية بمجملها يجب أن تصب باتجاه واحد من جميع المؤسسات الرياضية على اختلاف مسميّاتها لأنها جميعاً تدّعي الحرص على سمعة البلاد، بل إن الهدف من وجودها أصلاً هو التميّز والتطوّر للرياضة في العراق الذي تنتمي اليه بجميع مفاصلها.
يجب أن تذوب الخلافات والتقاطعات طالما كان العنوان الأبرز هو النجاح في تنظيم بطولة على مستوى غرب القارة بلعبة نعدها الثانية جماهيرياً بعد كرة القدم، والانسجام الذي نتحدث عنه لابد أن يكون بطرق شتى لا يقبل معها إلتزام الصمت أو التصريحات الخجولة هنا وهناك، وليكن ما يقدمه الإعلام الرياضي العراقي مثلاً أمامهم فقد نجحت قنواتنا الإعلامية وصحفنا ومواقع الوكالات في الإرتقاء باخبار البطولة وتحضيراتها الى العالمية، ومن النادر أن لا نشاهد اليوم أية جهة عالمية إخبارية لا تتناقل أنباء الإعداد ومتفرّقات تنظيم بغداد لبطولة غرب آسيا للاندية الأبطال بكرة السلة.
من كل ما تقدّم فإن ما نراه يومياً في خلايا العمل الفاعلة في اللجنة التنظيمية العليا للبطولة يشير الى أن الكفاءات العراقية قادرة على الإبداع والتميّز متى ما توافرت الظروف وحسن النيّات لذلك، ويقيناً إنه بعد ختام البطولة التي ستستمر أربعة أيام ستكون التقييمات حاضرة لتسجل نجاح البطولة بعنوان العراق عموماً وليس هذه المؤسسة أو تلك، والمهم والأبعد إنها ستترك بصمة جماهيرية لإعادة إنعاش كرة السلة جماهيرياً بوقوفنا خلف ممثلنا نادي النفط وتأسيس قاعدة صلبة لانتشار اللعبة مستقبلاً .