TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: في محبّة نون النسوة أيضاً

العمود الثامن: في محبّة نون النسوة أيضاً

نشر في: 6 مارس, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

لم تكن الفتاة النحيلة التي ولدت في بغداد وعاشت طفولتها في الناصرية وصباها في الكوت ، وشبابها في أروقة دار المعلمين العالية ، ودرّست الاطفال في الانبار إنها ستغيّر اسمها ذات يوم من فخرية عبد الكريم الى " زينب " ، وتقف الى جانب فنان الشعب يوسف العاني في سعيد أفندي وخليل شوقي في النخلة والجيران لتروي حكايات العراقيين ، وتنقل لنا فقر حالهم ممزوجاً بعذابات المرأة العراقية ..اسمحوا لي إذن في هذه الزاوية المتواضعة أن أتذكر اسماً تاه عني ، لكنه لن يتيه عن ذاكرة العراقيين ، نتذكر زينب الفنانة والإنسانة والمناضلة ، ، مثلما نتذكر سيدة عراقية كبيرة اسمها نزيهة الدليمي ظلت تحلم حتى آخر يوم في حياتها بصورة لعراق جديد شعاره المستقبل وغايته إسعاد الناس وبثّ الأمل في نفوسهم، جاءت نزيهة من عائلة فقيرة، مثلما كانت عائلة زينب متوسطة الحال، نقلت نزيهة فقر حالها ووعيها وعذابات المرأة العراقية إلى كل عمل سياسي واجتماعي قامت به ، فيما أصرت زينب على أن تكون شخصية العراق في أفراحه وأحزانه، وفي الدفاع عن قضاياه، ومثلما التفتت نزيهة الدليمي لتجد حولها عبد الكريم قاسم وإبراهيم كبة ومحمد حديد وحسين جميل ، كان طريق زينب مرصفاً بصفّ من المبدعين: يوسف العاني وإبراهيم جلال وقاسم محمد وخليل شوقي وسامي عبد الحميد ،
القاسم المشترك بين الجميع لم يكن حبّ السياسة ولا الاستمتاع بسحر الفن ، بل لأنهم أتوا من جيل مأخوذ بحبّ الوطن وبالإصرار على أن ينشغلوا بهموم الناس البسطاء.
هل كانت نزيهة الدليمي تعتقد يوماً أنّ الوطنية لم تعد طريقا إلى عقول الناس وقلوبهم، وأننا تحولنا الى بلاد تسعى لتدريس فوائد الطائفية على شعوب الأرض ، مثلما لم تكن زينب تعتقد أن العراقيين سينشغلون بحكايات وتحريم مصافحة المرأة ، بينما تنسحب القيم الوطنية والثقافة الى الوراء، مطاردة بتهمة الخروج على الأعراف الطائفية والعشائرية.
قبل أكثر من خمسة عقود كتبت نزيهة الدليمي :"العمل السياسي يتطلب من صاحبه أن يملك عقلا فاعلا ، وضميرا يقظ" ، ومن اجل هذا الضمير كان على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ان يؤجل القاء نكتته ، ان المخدرات تاتي للعراق من الارجنتين ، لماذا ياسيدي ؟ لأنهم اقرب دول الجوار لنا !! .
مرت نزيهة الدليمي مثلما مرت زينب مثل نسائم عذبه في عوالم المرأة والسياسة والفن والثقافة . ويوم نتذكر عيد المرأة ، كنا نتمنى ان تحتضن مدينة الصدر تمثالاً لنزية الدليمي التي كانت وراء انشاء هذه المدينة في الخمسينيات ، وان يضاء مسرح بغداد بنصب لفنانة الشعب زينب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram