TOP

جريدة المدى > مواقف > معاناة اللاجئين العراقيين في أميركا

معاناة اللاجئين العراقيين في أميركا

نشر في: 27 إبريل, 2010: 05:17 م

ترجمة :علاء خالد غزالةأدت أعمال التفجير والتعذيب وسنوات النفي الى تدمير عائلة عزيز في العراق. وهكذا، جاءت الانباء الجديدة تحمل البشارة: لقد تمت المصادقة على طلب اللجوء الذي تقدم به. سوف يذهب عبد العزيز وزوجته هيفاء واولادهما الاربعة الى الولايات المتحدة.
تنتمي العائلة الى الطائفة المندائية، وهي اقلية دينية تعرضت الى الاضطهاد في العراق، وقد تركت كل شيء خلفها في منزلها ببغداد، لكنها خططت لبناء حياة جديدة في مدينة إلكايون. وبعد عام، كان عبد العزيز، 49 عاما، يذرع بيته، المؤلف من غرفتي نوم، جيئة وذهابا محركا مسبحته في يده قلقا. فاولاده الثلاثة يخوضون في الطرقات بحثا عن عمل، ينافسون في ذلك المهاجرين من المكسيك. اما هيفاء، 49 عاما، فتحني ظهرها الذي مزقته القنابل، لتضيء شمعة وتصلي.وكان عبد العزيز ثريا في الماضي، اذ انه كان يمتلك محل مجوهرات في العراق، الا انه الآن يعتمد على المساعدات الحكومية ليتسنى له العيش في تلك البلاد، لكن مدة منح هذه المساعدات البالغة ثمانية اشهر قد انتهت بالفعل. ومازال افراد العائلة بلا عمل، شأنهم في ذلك شأن الكثير من العراقيين الذين يصادفونهم في أنحاء المدينة.ويقول عبد العزيز: «لماذا يأتون بالعراقيين الى هنا؟ ليست هناك فرصَ عمل.»وبالمثل اصبحت قصص تلاشي احلام المهاجرين في تزايد مستمر في هذه الضاحية التابعة لمدينة سان دييغو، حيث ازدحم الالآف من اللاجئين العراقيين في شققهم، وفي طوابير توزيع المساعدات الانسانية، وفي مدارس تعليم اللغة الانكليزية، بينما يمر تقديرهم للولايات المتحدة في اختبار فرضه عليهم شبح الفقر.وعلى خلاف موجات اللاجئين السابقة، التي نجمت عن الحروب والصراعات، فان اعادة توطين العراقيين قد حطت بهم في صحراء اقتصادية. وتوارت فرص العمل والمنافع الحكومية السخية التي ساعدت اجبالا من المهاجرين السابقين على تسلق السلم الاقتصادي.اضطر لاجئون مثل عبد العزيز الى بيع مجوهراتهم ومقتنيات العائلة الثمينة لدفع بدلات الايجار. وعمد آخرون الى اقتراض الاموال او العيش على المساعدات التي يرسلها اليهم اقاربهم في العراق. واحتشدت العوائل في شقق ضيقة، بينما استسلمت ثلة منهم فعادت الى الشرق الأوسط.يقول مايكل مكاي، رئيس مكتب الكنيسة الكاثولوكية في سان دييغو: «كان الامل يملؤهم عندما جاءوا الى هنا، وكانوا شاكرين. لكن بعد اشهر قليلة، تحطمت كل آمالهم. انه لامر محزن.» جاءت حالة اللجوء بشكل غير متوقع بالنسبة للكثيرين. فقد رفعت عملية الاطاحة بصدام ومن ثم اعدامه الآمال بان يرتقي العراق، وهو البلد الغني بالنفط، الى مصافِ الدول الخليجية، يزدهر بأصحاب الملايين ويزخر بالمباني العالية الفخمة. لكن بدلا من ذلك، تفشى العنف الطائفي في عام 2006، مغذيا الهجمات ضد الاقليات العرقية والدينية، ما ادى الى فرار الكثير منهم الى سوريا والاردن. ثم قامت الحكومة الاميركية، التي غمرتها طلبات الهجرة، بزيادة عدد العراقيين المصادق على طلباتهم في عام 2008.ومنذ ذلك الحين امتلأت المدن الاميركية بجاليات عراقية كبيرة. فقد وصل الى مدينة إلكايون، التي يقطنها ستة وتسعون الف نسمة يتحدر ربعهم من اصول عراقية، حوالي سبعة الآف عراقي في العام الماضي. ويتوقع ان تصل دفعة مشابهة هذا العام، ما يؤدي الى استنزاف الموارد والمدارس في تلك المدينة التي يعتقد انها تضم ثاني اكبر جالية عراقية في البلاد، معظمهم من المسيحيين الكلدان.تنتشر لوحات إعلانية كتبت باللغة العربية على الطريق الرئيس في المدينة تشير الى مطاعم الكباب، وتكتظ المقاهي بالرجال العراقيين المتقاعدين والعاطلين عن العمل يرتشفون اكواب الشاي الاسود القوي. ويبتاع اللاجئون الذين يحوزون (بطاقة الطعام) الخبز الحار والتمور من الاكشاك ويقفون في الطابور بانتظار الحصول على سرير من المتبرعين في كنيسة القديس بطرس. وهناك قوائم انتظار لدروس اللغة الانكليزية، وتم تحويل بعض اللاجئين الى المنازل المعدة لإيواء المشردين. كما ان قرابة نصف شاغلي دور الحضانة في مدارس المقاطعة المحلية هم من اللاجئين.وفي الشهر الماضي، احتشد المئات من المهاجرين في بناية وكالة الخدمات الاجتماعية، ذات الغرف الثلاث، للقاء مسؤولين في الحكومة العراقية. وقد اضطرت الشرطة الى تفريق الجمع الغاضب الذين تجمعوا لمحاولة ترويج معاملتهم مع الحكومة العراقية.يقضي جوزيف زيدون، رئيس مركز المقاطعة الشرقية للاجئين، ايامه في نقل الارامل اللاتي لا يتملكن سيارات الى العمل، وفي ايجاد عمل لبعض الناس، وفي ترجمة المكالمات الهاتفية لقوات الشرطة. وهو يصحو كل صباح ليجد العشرات من الرسائل الهاتفية من اناس يطلبون المساعدة. يقول زيدون، وهو يدير واحدة من حفنة من وكالات الخدمات الاجتماعية في المدينة: «انه لامر غامر. الناس في امس الحاجة. انهم بحاجة الى المساعدة، وليست هناك مساعدات كافية.»يمكنك قراءة قصص الفجيعة على وجوه نسوة محجبات، ورجال في متوسط العمر يلعبون الدومينو في المقاهي واطفال ينامون في غرف تقطعها حبال نشرت عليها الملابس. وكان اللاجئون قد خضعوا لمقابلات مكثفة اجريت من قبل السلطات الامير

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram