TOP

جريدة المدى > ملحق المدى الرياضي > رؤى بلا حدود: مخاوف بطل من قرابين الأزل!

رؤى بلا حدود: مخاوف بطل من قرابين الأزل!

نشر في: 27 إبريل, 2010: 05:26 م

علي النعيميلم أشأ أبداً إن أفسد عليه متعة المشاهدة لحفل قرعة آسيا 2011 ولم أبغ البتة أن أجس خافقه وأنظاره المتوجسة تلاحق بحذر يدي زميله في المنتخب يونس محمود وهو يعيد الكأس الأغلى إلى ابن همام، لكن نبرات القلق التي داهمت نشأت أكرم لحظة مكالمتي له انسلت لي أيضاً وتحسست بها عبر أثير ذبذبة هاتفه المحمول عندما قال لي:مجموعتنا صعبة
وبعدها صمت ثم تابع كلامه بصوتٍ غمرته الحسرة قائلاً: ماذا قدمنا وما الذي أعددناه للحفاظ على لقب بطولة آسيا؟! حينما صرحت سابقاً بأننا أبطال أكبر قارة في العالم فقط بالاسم غضب مني الكثير، لقد أبديت لك بمخاوفي أكثر من مرة، وأوضحت لك بأن الألم يعتصر قلبي كلما ألتحق زملائي في النادي الهولندي بمنتخباتهم الوطنية في"يوم فيفا" في حين اجلس أنا في شقتي هرباً من أسئلتهم الواقعية الملحة لي لماذا لا تلعبوا وتشاركوا في هذا اليوم العالمي؟ هل يعقل أنكم إبطال قارة ولا أحد يطلب منازلتكم؟سأضيف لك اليوم شيئاً  أيعقل بأن أبطال القارة يجهلون حتى الآن هوية مدربهم الدائم أو أن يكون آخر تجمع لمنتخبهم قبل خمسة أشهر؟ ولحظة البطولة فـأن الجميع يطالبنا بالفوز وسنعود مرة أخرى إلى مفردات الغيرة الوطنية وزئير الأسود وهتافات قدوري ومهدي مع دعوات الأمهات وبركات آل البيت والأولياء الصالحين! صدقاً بعد الذي سمعته منه لم أرغب بأجراء إي مقابلة معه لكني أجد في مخاوفه وبقية زملائه بالمنطقية والمشروعة ولا أريد إن اكرر مطالب زملائي الصحفيين للاتحاد العراقي كوني سأترك قلم المهنة مؤقتاً وسأتحول إلى مشاهد عادي أسوة بالآخرين لأقول لأصحاب الحل والعقد: لست مجبراً بأن أحلل وأمحص عرائض الخصومات ودعاوى التقاطعات والاستماع مجدداً لسيمفونية المعارضة والمولاة، جل الذي اعرفه هنا بأن على الجميع أن يتحلى بالشجاعة ويقدم كل الجهد الممكن لدعم مسيرة منتخبنا ولا علاقة لنا باللوائح الفيفوية وبشروط الاولمبية نريد أن نرى منتخب العراق بأفضل حالاته حتى لو تحالفنا"مع الشيطان ذاته كائناً من يكون" لقد سئمنا الحال وأرهقتمونا بمشاكلكم التي أكلت من جرف كرتنا الكثير فلم نعد نسمع الا بالصرعات والتصيد ولم نر منكم إي مشروع نهضوي بديل قدم لنا على شكل أجندة تحاكي رغباتنا ولو من باب الخيال الكل يتمشدق بالأخلاقيات وبمبادئ الرياضية وانه فارس الكرة "وذاك المخّلص" من خطاياها، أما اللجنة المؤقتة فقد توقفت عند اسمها ولم تستطع دغدغة مشاعرنا"بأجندة مفاتحة" أسماء تدريبية عالمية إنما كانت تفكر فقط في كيفية ارتداء البدلات والجلوس أمام المحطات والتحجج بأسابيعها المعدودة، إما اتحادنا الحالي فان أعذاره أضحت كأطروحة الماجستير الموسومة "غياب الأموال أعاقنا عن المباريات والمعسكرات والترحال"، أخشى ما أخشاه أن نبدد ما تبقى من الوقت باجترار هذه المشاكل ونتناسى أهمية الحدث فمنتخبنا ليس بحاجة إلى "رثائيات نعيمية" ولا مقالات نارية أو تصريحات ارتجالية أنما بحاجة إلى مدرب أجنبي وتجمع ومعسكرات قريبة وإيانا أن نختزل فترة الإعداد والاكتفاء فقط بالمشاركة الخليجية وبعدها الذهاب إلى الدوحة لان تجاربنا الماضية قالت: اذا ما حققنا نتيجة جيدة ارتبطت لحظتها بسبحانية الأقدار قلنا عنها هذا هو مفعول الغيرة العراقية والانتماء وإن إخفاقنا لا قدر الله فإننا سنعيد إظهار ملف التقاطعات ومذكرات الإيقاف من جديد مع إعادة إحياء فريضة بابلية منذ الأزل وهي تقديم القرابين للإلهة وكم قدمت كرتنا العراقية من قرابين رياضية فداءً لمنصب سيادته وإرضاءً لمعاليه وتبركاً بضحكته الساحرة! ولم نعد نميز الى الآن من هو الفاعل ومن هو المفعول به؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

بغداد / خليل جليليسعى فريق نادي الصناعة لكرة القدم الى العودة الى صدارة الترتيب عندما يواجه مضيفه الكهرباء اليوم الاثنين في ابرز مواجهات الدور الاول من المرحلة الثانية لبطولة الدوري ضمن المجموعة الشمالية (الأولى)...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram