خليل جليل من الصعب كنا وما زلنا نتحدث عن انجازات السلة العراقية الغائبة منذ سنين طوال ولاسباب متعددة ومتوزعة ما بين غياب الاهتمام والافتقاد الى التخطيط الممنهج وغياب الخبرة التدريبية الخارجية التي يفترض ان ينهل منها مدربونا في اللعبة حتى بات الحديث عن السلة العراقية واسرة السلة ومنتخباتها يكاد يكون محرجا والنتائج المتواضعة والمشاركات المخجلة ما زالت تطفو على سطح المشهد السلوي.
لكن العنوان الجديد الذي منحه منتخب شباب العراق عبر حصيلة مشاركته في بطولة غرب آسيا التي اختتمت قبل ايام عدة في بيروت وخطف فيها شباب السلة البطاقة الثالثة المؤدية الى نهائيات آسيا في ايلول المقبل في اليمن يكاد يكون انعطافة حيوية ومهمة في مشوار اللعبة على الصعيد الاقليمي على اقل تقدير وهو يخرج من بطولة غرب آسيا ببطاقة الترشح الى النهائيات المقبلة ليضع السلة العراقية وشبابها على اعتاب مرحلة جديدة نامل ان لايفرط احد بما قطعه الشباب في بيروت ووصولهم الى النهائيات بجدارة وان كانت المهمة صعبة بسبب قلة الاعداد وضعف الرعاية والاهتمام وانحسار محطات التدريب حتى وصل الامر امام المدرب المثابر علي عبد الله ان يجد نفسه مرغما في تجميع اللاعبين قبل ايام قليلة من انطلاق البطولة لذا نرى من الواجب ان نقف عن هذه المحطة السلوية الجديدة ونتامل فصولها وما رافقها من ملابسات ومشاكل ادارية واعدادية جمة. لكن يبدو ان خطف بطاقة التاهل الى النهائيات بالحصول على المركز الثالث بعد الفوز على الاردن في المباراة الاخيرة سيزيل كل تلك الآثار السلبية التي رافقت اول ظهور لمنتخب الشباب ويبقى الحديث منصبا على النجاح في التاهل الى نهائيات آسيا بفضل مجموعة ممتازة من اللاعبين الشباب الذين واجهوا مشاكل ومصاعب في مشوارهم الاخير ومهمتهم في هذه البطولة الى الحد الذي وصلت فيه الامور ان يتم استدعاء بعض اللاعبين للانخراط في تشكيلة المنتخب قبل ايام عدة من سفره الى لبنان وكذلك فقر الاعداد وعدم الاهتمام والمتابعة المطلوبة لمنتخب شاب مثل منتخب شباب السلة مثلما اشارت الى ذلك الرسائل الصحفية اليومية وقد تناولت كل شاردة وواردة بطريقة واضحة وصريحة واحيانا جريئة في تسليط الضوء على ما رافق رحلة منتخب الشباب من مصاعب احاطت باللاعبين. اذا ما خرجت به مشاركة شباب السلة من حصيلة طيبة في بطولة غرب آسيا الاخيرة لابد ان تلقى دعما وتعزيزا للمضي بالمشوار في النهائيات القارية المقبلة وتصبح عملية المحافظة على هذا المنتخب الشاب الذي جاءت فترة اعداده على عجالة وبطريقة سريعة تحدوها روحية الشباب واصرارهم على اظهار مستويات طيبة ومشرفة تنعكس على مجمل انشطة السلة العراقية. ومع ما تحقق من انجاز يبعث على الفخر والاعتزا ز وما شكله من نقطة تحول في مسيرة السلة العراقية عبر بطولة غرب آسيا الاخيرة لكن هذا لايمنع من ان يتوقف اهل السلة عند المظاهر السلبية التي شابت هذه المشاركة وايجاد حلول لها والبحث عن سبل تضع منتخب الشباب مستقبلا في جاهزية افضل كما لايمنع انجاز شباب السلة من الالتفات الى الدور الذي لعبه الاتحاد العراقي لكرة السلة الذي اصبح هو المطالب الوحيد في حماية هذا المنتخب ورفع مستوياته الفنية وتعزيز مهمته المقبلة من خلال ايجاد معسكرات تدريبية خارجية تساند المدرب العراقي علي عبد الله الذي جازف كثيرا بمشاركته الاخيرة لكنه استطاع ان يعود مع منتخبه بما هو يثير الدهشة والاستحسان والثناء لهذه المشاركة. كما تنتظر مهمة المنتخب الشبابي دورا اكثر فاعلية واهمية من اللجنة الاولمبية العراقية لابداء اهتمام افضل وتقديم رعاية وتكريم خاص للاعبين الشباب الذين منحوا السلة العراقية دافعا معنويا والاهتمام بهم على نحو متميز في الاشهر الثلاثة المقبلة التي تسبق النهائيات عبر ايجاد محطات تدريبية لافتة ومعسكرات للاعداد ومباريات تجريبية اختبارية ترفع من المستوى الادائي لجميع لاعبي منتخب شباب السلة.. ونعتقد بان مثل هذا الامر ليس بالصعب على اللجنة الاولمبية ان تضع وتسخر الامكانات امام المنتخب الشبابي السلوي اذا ما ارادت ان تكون جادة مع ما حصل في بطولة غرب آسيا وما حققه منتخبنا فيها.
وجهة نظر: عنوان جديد للسلة العراقية
نشر في: 27 إبريل, 2010: 05:43 م