TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: النزاهة واتفاقيّة الجزائر

العمود الثامن: النزاهة واتفاقيّة الجزائر

نشر في: 13 مارس, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

صار الحديث بشأن الدفاع عن الوطن في هذه البلاد الغريبة والعجيبة نوعاً من المنّة، مثله مثل الحديث عن الإصلاح والنزاهة التي بشرتنا عالية نصيف " مشكورة " بأن النزاهة موهبة لا يدركها سوى النائب علي الصجري، ولهذا سيتولى رئاسة لجنة النزاهة البرلمانية تعاونه على هذه " البلوى " الإصلاحية " عالية نصيف ، وهكذا اكتشف البرلمان أن الشعب فاسد ، ولابد من أن يختار له "تكنوقراط "في النزاهة ، ولايهم إن كانوا غارقين في نهب أموال الدولة ، فأول شروط النزاهة أن يكون " إصلاحياً " ينتمي الى احزاب لفلفت كل شيء . أما أن يؤمن بأنّ النزاهة إيمان بقيمة الوطن واحترام للمواطن ، فهذه أكاذيب تنشرها البلدان الإمبريالية التي دائماً ما تقف في وجه التجربة السياسية الرائدة في العراق ، ولهذا خرجت علينا أمس " المنظمة العميلة " ميرسر في تقرير عن المدن الافضل والاسوأ ، ولتحفظ لبغداد مكانتها للسنة العاشرة في قائمة المدن الأسوأ، وفينا الأفضل ، طبعا لا أُريد المقارنة مع عاصمة النمسا فليالي الأنس زاهية هناك فيما ليالي الخراب والسرقة تخيّم علينا ، إلا أن ما أثارني في التقرير هو سنغافورة هذه المدينة التي كانت على هامش التاريخ قبل عقود قصيرة من الزمن أصبحت اليوم المدينة الأفضل في آسيا متغلبة على طوكيو ودبي .
في عام 2011 عندما نشرت منظمة ميرسر تقريرها عن أسوأ المدن ، ذلك اليوم خرج المحافظ آنذاك صلاح عبد الرزاق ليشتم هذه المنظمة ويتهمها بأنها تقود مؤامرة إمبريالية، وتشاء الأقدار أن تعود هذه المنظمة "العميلة" لتضع بغداد في ذيل قائمة مدن العالم من حيث المعيشة والرفاهية الاجتماعية .
النزاهة أيها السادة ليست شعارات ، ولا مفوضية انتخابات تريد 200 مليار دينار حتى تثبت للعالم أننا بلد ديمقراطي ، النزاهة لا تحتاج إلى أشخاص مثل عالية نصيف والصجري وابو مازن ، النزاهة ولاء للوطن أولاً وأخيراً، النزاهة ليست أن تحافظ، فقط على االمال العام ، وإنما أن تُعلي من شأن سلامة الوطن وجغرافيته ، وسلامة أراضيه ومياهه ، بالقدر نفسه المحافظة على المواطن الذي يطحنه الفقر والبطالة ، وضمان سلامة عيشه
النزاهة الحقة هي أن لاتوقّع اتفاقيات تؤثر في سلامة الوطن من دون أن يكون للمواطن رأي فيها ، فالوطن هو الإنسان، كما هو الأرض والحدود، ولا يكون بخير إذا كان السياسي يعتقد ان حدود الوطن قضية تناقش بالغرف المغلقة وليس باستفتاء يقول فيه الشعب انه صاحب الحق الاول والاخير ، في الارض والمياة وفي رفض الاتفاقيات أو قبولها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram