(1-2)بغداد / إياد الصالحيبالرغم من ان الفترة التي قضيناها في العاصمة القطرية الدوحة بناءً على دعوة من اللجنة المنظمة المحلية لقرعة نهائيات كأس أمم آسيا ( الدوحة 2011) لم تتجاوز الايام الخمسة من 21 الى 25 نيسان الحالي ، وما تشكله من ضغوط كبيرة على برنامج الرحلة إلا ان واقع الحال في الدوحة وما قدمته اللجنة المذكورة من جهود كبيرة من اجل إنجاح مهمة الإعلاميين سهلت كثيرا من مهمتنا ،
 بل حفزتنا على مواصلة الاهتمام بانجازات الأشقاء في قطر على صعيد استضافة البطولات ووضع ستراتيجيات متقدمة في ملفات رياضية كثيرة تحقق مكاسب اعلامية بالدرجة الاولى تلفت انظار الإعلام الى ان هذه الدولة بمساحتها الصغيرة وعدد سكانها ( 1.45) مليون نسمة هي كبيرة بمشاريعها واهدافها وخططها وتستحق عاصمتها فعلا لقب ( دوحة الرياضة والسلام) .لوعة الغرباء لقد كان فندق ( فور سيزن) الذي خصص للوفود المشاركة في قرعة كأس آسيا التي جرت يوم الجمعة الثالث والعشرين من الشهر الحالي في قبة اسباير ، كان خلية نحل ازدحمت فيه الأفكار والمبادرات ومضى الوقت مسرعاً وسط التزامات الجميع باغتنام فرصة الوجود في الدوحة لانجاز غرض ما ، ولهذا بدت اللقاءات الثنائية مفعمة بالود والصراحة والإثارة احيانا ولم تقف اللغة حائلا امام محاولة التخاطب مع الآخرين ويكفي ان تمرر رسالتك بابتسامة او ايماءة تكفي لإزالة غموض قضية ما ان حدثت.وفي الوقت الذي انتابنا الشعور بالحزن العميق ، المفرط باحساس المواطنة تجاه اخوة لنا مقيمين في الدوحة بحكم عملهم في قطاعات مختلفة في اطار الرياضة لما يعانوه من لوعة واشتياق وحب جارف لخدمة العراق ، فان دموع لقائنا ووداعنا لهم ترجمت عشرات كلمات العرفان التي كنا سنكيلها بحقهم بعد ان غمرونا بفيض كرمهم ومحبتهم وحرصهم يوميا على اللقاء بنا ، وكان العراق القاسم المشترك في القلوب ومفتاح الدخول في موضوعات شتى عرفنا بعد خلاصتها ان الهمّ الاكبر لنخبة من الاعلاميين والرياضيين العراقيين هناك في الدوحة انهم يتحينون الفرصة المناسبة لإنهاء معاناة غربتهم ليعودوا الى العراق ، لكن التخبط في بعض المؤسسات الرياضية هنا وعدم تقديرها الكفاءات الراقية والبون الشاسع بين من يسعى للمنصب بطمع شخصي ومن يبغي ان يوظف خبرته لازدهار الرياضة العراقية ، كل ذلك وغيرها من اسباب وظروف تحول دون عودتهم الى بلدهم حاليا.المنتخب .. الشاغل الاكبرلم ينقطع رنين هواتف مؤيد البدري ود. عبد القادر زينل وصفاء العبد ومحمد العبيدي طوال مدة وجودنا في الدوحة ، وجمعتنا معهم ومع رياضيين وزملاء آخرين هم هشام عطا عجاج ، كاظم شبيب ، فتاح نصيف، مجبل فرطوس، احمد اسماعيل ، جليل العبودي ، كريم جعفر واسامة فيصل صالح لقاءات عدة تجاذبنا فيها اطراف الحديث عن واقع الكرة العراقية ومصير المنتخب امام مهامه الثلاث المقبلة ( غرب آسيا وخليجي اليمن وكأس آسيا الدوحة) وجنح اغلب الحاضرين الى ضرورة إناطة تدريب المنتخب لمدرب اجنبي له رصيد عالمي وخبرة محترمة تمكنه من النجاح مع لاعبينا ، واكدوا انه من دون التفاف الجميع حول المنتخب ولاسيما اللجنة الاولمبية الوطنية بشخص رئيسها رعد حمودي ( نجم الكرة السابق) لن يحصل منتخبنا على النتائج الجيدة مثلما نتمنى وبالتالي سيكون لقبه مهدداً في كأس آسيا المقبلة .محنة العبيديولم ننس زيارة الرائد الصحفي قاسم العبيدي في منزله لشد أزره وتخفيف محنة مرضه ( الفشل الكلوي الحاد) وكان استقباله حاراً كدموعه التي انهمرت طوال الحديث معه تعبيرا عن رفضه اسر نفسه في دار بالغربة استسلم لها مجبرا بعد ان تضاعفت خطورة مرضه واخذ يعاني من أزمة عدم اداء رئتيه وظيفتيهما بشكل طبيعي ، وزادت شدة احتباس انفاسه مع ضيق ذات يده واسفه بان ابناء جلدته تخلوا عنه باستثناء قلة وقفوا الى جانبه.أوقفنا العبيدي على قدميه وسط غرفته وقلنا له : انهض ايها الرائد العزيز.. انهض ياقامة بطول نخلة العراق .. لا يليق بك العجز والشلل على سرير الاستسلام .. فاجهش بالبكاء وناشدنا مخلصا ان نحمل رسالته الى من يعنيهم سلامة وكرامة الصحفي العراقي ، وفي قلبه غصة كبيرة يتوق العودة الى العاصمة الحبيبة بغداد واستكمال علاجه بين أهله ، فما قدمه العبيدي للصحافة الرياضية ينبغي ان يكون محل تقدير ودرساً بليغاً بان الزمن لا يرحم من يتجاهل النبلاء والمضحين واصحاب القيم العليا في مبادىء وشرف المهنة ، وها نحن ننقل رسالة العبيدي ونطالب باجراءات سريعة لإنقاذه ان كانت هناك فرصة لإنهاء يأسه قبل ان يغمض عينيه شاكيا جفاء الآخرين وعقوقهم نحو الرواد.شهادة ميتسوأقامت اللجنة المنظمة المحلية قبل حفل قرعة آسيا مأدبة غداء على شرف ضيوف الدوحة وكان من بين الحاضرين مدرب المنتخب القطري الفرنسي برونو ميتسو الذي التقينا به وواجهنا بابتسامته الخجولة معربا عن سعادته بالحديث للاعلام العراقي ومؤكدا ترحابه باجراء حوار شامل لمجلة (حوار سبورت) التي تصدر عن مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون في وقت لاحق .. واشاد ميتسو بالمستوى المميز الذي ظهر عليه نجوم المنتخب المحترفين في الدوحة وخاصة يونس محمود وتوقع ان يجدد منتخبنا تألقه في الدوحة .وبعد الفراغ من مراسم اجراء القرعة تجدد اللقاء بميتسو وقال : ان فرصة العراق ستكون صعبة اذا لم يبكر في اعداد برنامج تدريبي يرتقي الى استحقاقات المواجهات الثل