اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الجواهري ومعركة النشيد الوطني

العمود الثامن: الجواهري ومعركة النشيد الوطني

نشر في: 16 مارس, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

الإنسان أولاً..قالها عظيم الفرنسيين فولتير ، وأعتذر للقرّاء الأعزاء ، كثرة الاقتباسات من الكتب ، وكان غريمه جان جاك روسو يجد أن الدولة العادلة هي التي تحترم قيمة الحياة ، عاش فولتير مطارداً ، ومثله روسو ، لكن بعد سنوات حمل رجال الثورة توابيت روسو وفولتير على الأعناق ليدفنوا في مقبرة العظماء .
منذ أيام تدور معركة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حول النشيد الوطني العراقي ، وقد دلني الفيسبوك مشكوراً أمس على أشخاص يعتقدون أنّ كل من يختلف معهم فهو بعثي ويجب طرده من جنة العراق الجديد !! ، ولهذا كان لابد لفنان شاب يدّعي " الإصلاح " أن يشتم على صفحته في الفيسبوك الجواهري ويتهمه بأنه باع نفسه للبعث ، أما كيف ؟ فهذه وحدها تحتاج الى أن يُقدّم هذا الفنان " اللطيف " إلى القضاء بتهمة الإساءة لرمز وطني بحجم وقيمة الجواهري الكبير.
هناك أشخاص يحفرون أسماءهم في ذاكرة شعوبهم ، وقد نختلف أنا وأنت في تقييمنا لشخص ما ، لأن الأمر يتعلق مرة بالعواطف ، ومرات أخرى بالمصلحة ، ومرّات كثيرة بالتعصب ، لكن لايمكن أن نختلف على أنّ الجواهري ولد ومات وهو يمثّل جوهر الوطنية العراقية ، حيث تجمعت في شعره وحياته ومواقفه كلّ أفراح العراقيين وأحزانهم ونضالهم من أجل الحرية والخير والعدالة الاجتماعية .. ولا أعتقد أن الجواهري بحاجة الى شهادة تثبت وطنيته ، ولهذا سأعود للحديث عن معركة الفيسبوك حول النشيد الوطني ، واستغربت أن يشتعل وطيس المعركة في بلاد لاتزال حتى هذه اللحظة لاتحتفل بعيد وطني ، وأنا وأنتم نعرف أنّ في كل دول العالم هناك يوم وطني يمثل الحدث الأبرز في تاريخ هذه الدولة، إلا في هذه البلاد التي يستكثر عليها البعض أن يكون لها يوم وطني، وأشك أنّ كثيراً من الذين رفعوا الرماح والسيوف في معركة النشيد الوطني يعرفون ، ماذا يعني للعراقيين يوم الثالث من تشرين الأول عام 1931 .
منذ عقود وحكوماتنا " الرشيدة " سخّفت موضوعة الوطنية ، فلم يعد لها قيمة، ووجدنا من يسخرمن العلَم والنشيد الوطني ، وعشنا الموقف الدرامي الذي قدّمه لنا المواطن البرازيلي ماجد النصراوي أيام ماكان محافظاً البصرة ، عندما رفض سماع النشيد الوطني العراقي بسبب استخدام الآلات الموسيقية، اعتقاداً منه أنها تسبب الضرر لعقيدته الدينية !
أرادت أحزاب ما بعد 2003 أن يمشي العراقيون خلف شعارات التناحر الطائفي والتشتت ، وأصرت على أن ترفع جميع أعلام دول الجوار نكاية بالعلم الوطني ، فلماذا نتعجب عندما يطالب فنان " لطيف " وخفيف غلق اتحاد الجواهري بالقفل والمفتاح ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram