علي حسين
قرأت في زاوية الأخبار العاجلة ، وليس موسوعة علي الوردي "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق "، أن مدينة الناصرية فيها 200 مدرسة طينية. أنا أحدثكم عن خبر بث يوم 16 من هذا الشهر عام 2019 ، وليس خبراً عن العراق تحت الاحتلال العثماني ، خلال ستة عشر عاما أضاع علينا " المجاهدون " أهم ثروات هذه البلاد ، المال والقانون ، وأغرقونا بشعارات وخطب من عينة معلقة همام حمودي التي أبدع فيها وهو يذكرنا " لقد حققنا الحرية لكم .. في المنطقة لادولة مثلكم وعليكم أن تكونوا أهلاً لهذه النعمة ، أنتم تعيشون نعمة ما بعدها نعمة وقد تذهب منكم " ، وفي الوقت الذي استطاعت فيه مصر أن توفر كهرباء لـ 48 مليون مواطن وبستة مليارات دولار ، نهب مسؤولونا أكثر من أربعين مليار دولار عداً ونقداً ، وبدلاً من مطولات عالية نصيف ، و " حنقبازيات " أبو مازن أحمد الجبوري ، كان المطلوب سهلا جدا وبسيطا ، أن نشيع العدالة الاجتماعية ونهتم بالتعليم والصحة ، ونضع المسؤول المناسب في المكان المناسب ، وبدلاً من أن يضحك علينا نعيم عبعوب ، كان هناك مهندس يعشق بغداد اسمه هشام المدفعي يستحق أن يجلس على كرسي أمين بغداد منذ عام 2003 ، لكننا استمتعنا ونحن نشاهد عبعوب يتحول من موظف بسيط الى ملياردير ، كان يمكن قراءة تجربة سنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا ، بدلا من قراءة كتاب تجربتي لإبراهيم الجعفري ، وبعد ستة عشر عاما نتأمل أحوال العراقيين ، نرى ان المواطن البسيط محاصر بغياب الخدمات والبطالة والفقر ، والثروة تتضخم في جيوب السياسيين . وأحياناً يبدو أن ليس من وظيفة للحكومة سوى التمديد للفشل ، وهاهي تعتقد أن مشاكل العراقيين انتهت جميعها ، فقررت ان ترسل للبرلمان واحدة من " قوانينها " المضحكة وهو تعديل قانون الجنسية الذي تريد من خلاله ان تمنح الجنسية للأجانب ممن أقاموا في العراق لسنة واحدة ، والغريب ان مثل هذه القوانين يراد لها ان تطبق في بلد يعاني من زيادة متصاعدة في عدد السكان ، ترافقها بطالة ضربت ارقاما قياسية ، وأزمة سكن ، ولو كنا ياسادة نعيش في اليابان التي تعاني من انخفاض معدل الولادات ، وزيادة ساعات العمل ، ونقص كبير في الايدي العاملة ، وارتفاع في الاجور ، لكن كل هذا واليابان لاتمنح الإقامة للمواطن الاجنبي إلا اذا عاش فيها عشر سنوات ، وتعلم اللغة اليابانية ، وان يكون حسن السمعة ، أعتقد أنّ هذه المواصفات تنطبق على محمود الحسن الذي سنرسله هدية إلى الشعب الياباني .