لا شك ان التحول الى الدينار العراقي بدلا من الدولار في تداولات شركة زين العراق وكذلك في التحول نحو نظام الثواني بدلا من الدقائق في احتساب الاجور قد طرح عدة تساؤلات من قبل المشتركين حول جدوى مثل هذا التحول .
في عمل الشركات عموما يكون الزبون هو الهاجس الاول وعملية ارضائه هي الهدف الرئيسي لان خسارته تعد مؤشرا على خسارة الشركة . وكان للمباشرة بنظامي الدينار العراقي والثواني من قبل شركة زين العراق بدءا من 1/4/2010 قد جاء معززا لمصلحة المشترك . فاستقرار قيمة الدينار كعملة وطنية لا تأتي من لا شيء ولا تأتي من مجرد استقرار وتيرة الاقتصاديات المحلية فقط بل وبتضافر جميع الجهود الاخرى . وشركة زين العراق من ناحيتها قد ساهمت في تعزيز العملة المحلية ثقة فيها بقيمة الدينار من اجل تسهيل التعاملات اليومية لدى الناس كافة وخصوصا ممن يأملون بالتخلص من الفروقات في معدلات سعر الصرف وتلاعب اصحاب محلات البيع بقيمة الرصيد على اساس سعر الدينار مقابل الدولار.كما ان شركة عملاقة مثل شركة زين العراق قد وجدت ان مصلحة المشترك تقضي في مساعدته باحتساب كلفة مكالمته على اساس الثانية وليس الدقيقة وكانت السباقة في ذلك .وتأمل الشركة ان يكون هذا النظام الذي جاء مكملا لطلب هيئة الاعلام والاتصالات مطبقا على جميع الشركات العاملة على حد سواء رغم ان زين تفتخر ان تكون اول من ساهم في خدمة المشترك. ولا شك ايضاً ان هذا الايقاع المتصاعد في خدمة المشتركين ينبع اساساً من صميم عمل الشركة التي وجدت ان المسؤولية تقضي عليها ان تتخلص من بيروقراطية المكتب لتنزل الى الشارع العراقي وتتحسس نبضه .وبعد دراسة استطلاعية لاثر التحول الى الدينار العراقي مثلا وجدت الشركة ان 83%من المشتركين يحصلون على تخفيضات تتراوح من 17% الى 54% بعد التحول الى نظام احتساب الكلفة بالثواني وبالدينار العراقي نسبة الى وقت المكالمات الاكثر استخداماً وعلى معدل طول المكالمة .ان هذه الفائدة تقترب من الهدف المرسوم من قبل زين العراق في جعل المشترك في صميم اهتمامها من خلال خلق كافة الفرص التي تكسب ثقته .على صعيد اخر يرى بعض المحللين الاقتصاديين ان مساهمة زين في التحول الى الدينار العراقي قد قدم مثلا مهما عن فوائد الاستثمار الاجنبي في تعزيز الاقتصاد المحلي او الوطني رغم ان زين قد عملت في ظروف غاية ُفي الصعوبة على الصعيد الامني لكن لم تثنها هذه الظروف عن عملها بل اتخذتها وسيلة تحفيزية لمضاعفة النجاح في الوقت الذي كان بالإمكان التذرع بالظروف القاهرة لوقف عملها .ان فاعلية التحول الى الدينار العراقي ونظام الثواني عده البعض واحدا من العوامل الفاعلة في التأثير على السلوكيات الاقتصادية التي تعمل على النمو الاقتصادي للبلد، الامر الذي من شأنه ان يشجع المشاريع الاستثمارية الاخرى بشكل مباشر ليس فقط من خلال استثماره للموارد البشرية الخلاقة المتمثلة بالكوادر الهندسية والفنية العراقية وزجها في صميم العمل. وقد اثبتت هذه الكوادر بالتجربة قدرتها على التفوق على نفسها. ان هذا الاستثمار وما رافقه من تطورات قد عمل ايضا على توفير فرص عمل كبيرة اثرت في النمو الاقتصادي وساهمت هي الاخرى في وضع عائق اخر في عجلة البطالة .بل ان زين العراق اتاحت المجال لتدريب الطلبة قبل التخرج في مجالات هندسية وفنية واتصالاتية عدة لغرض تأهيلهم للعمل بعد تخرجهم في المشاريع المستقبلية. هذا هو المنظور الاقتصادي الذي وظفت زين كافة امكانياتها لاقامته وتطويره مما جعل وجودها مؤثرا في حياة المواطن.
لماذا بالعراقي؟
نشر في: 27 إبريل, 2010: 05:59 م