إياد الصالحي
قدّم لنا الزميل عمر رياض واحدة من أبرز حلقات برنامجه (الحكم الرابع) من قناة العهد بتضييفه نجم الكرة العراقية السابق أحمد راضي مصارحاً إياه عن انتقادات عدة طالته بعد تحوّله من معارض شديد لوجود أعضاء اتحاد الكرة الحاليين الى مشارك فاعل معهم في مشروع تأهيل الكرة العراقية الى كأس العالم بصفته المدير التنفيذي له، فضلاً عن آراء شفافة بخصوص مصير المنتخب الوطني في عهدة كاتانيتش.
لن أُعرّج على مشروع راضي الكبير في الوقت الراهن طالما أن كثيراً من مستلزمات البدء به لم تتوافر وفي طور المخاطبات الرسمية لتأمين الموارد المالية ومستلزمات احتواء كيانه بكل آليات نجاحه التي تأخذ وقتاً طويلاً، لكن ما يهمني الملاحظات التي طرحها راضي بشأن الروحية الجديدة التي ظهر بها المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب السلوفيني واحتياجات استقراره مع تطويره من خلال إدامة المباريات الدولية الودية عالية المستوى.
نعم أتفق مبدئياً مع راضي على أن الهجوم السلبي في تقييم عمل كاتانيتش من شريحة المدربين ومحاولة الانتقاص من مهمته لن تعزز الثقة لديه بمواصلة مشواره وتنعكس وبالاً على سمعة اللعبة ومدربيها المحليين خاصة، لا غبار على اعتراض راضي في هذه النقطة، لكن لماذا غفل عن رؤية الصورة الأخرى عن كاتانيتش بأنه يرفض الاستقرار في العاصمة بغداد وأمضى من 5 أيلول 2018 حتى الآن ستة أشهر مكتفياً بجولات مكوكية في ملاعب الدوري للتطبّع مع واقع اللعبة وأساليب المدربين، وهو أمر يناقض حديث راضي بأن المنتخب يشهد تطوراً ملموساً مع وجود أخطاء مصاحبة للاعب في الدوري، ألا يلزم هذا الأمر مواكبة المدرب لاعبيه في الاندية حاله حال جميع المدراء الفنيين لإصلاح تلك الأخطاء؟
لم يسأل راضي نفسه لماذا لم يستقر كاتانيتش على تشكيلة ثابتة بدلالة الشوط الثاني أمام سوريا في بطولة الصداقة الجارية حالياً وقبلها مع قطر في كأس آسيا، ألا يرى أن ابتعاده عن تجميع المنتخب مرة في الاسبوع منذ عودته من الإمارات وحتى قبلها سبب في ذلك، كيف يتكيّف مع أفراد المنتخب إذا كان يراقبهم على الشاشة من أربيل على خطى الألماني بيرند ستانج الذي دربّ الوطني بالمراسلة (2002-2004)؟!
ثم إن ما ذكره الزميل عمر رياض بخصوص إنهاء خدمات كاتانيتش يوم 5 أيلول 2019 لإكماله سنة من عقده غير صحيح من الناحية الفنية لأنه في هذا اليوم تحديداً ستبدأ تصفيات الدور الثاني المشتركة المؤهلة الى مونديال 2022 وبطولة كأس آسيا 2023 بعدما تكشف قرعة الدوحة يوم 17 تموز هوية المنتخبات التي ستجمعنا في التصفيات، ولا يمكن الانتظار حتى انتهاء العقد ليقرّر الاتحاد المضي سنة ثانية مع المدرب أو البحث عن مدرب بديل.
نعم لا استحقاق ودّي أو رسمي للمنتخب بعد بطولة الصداقة الثانية، وبالتالي لابد من حسم أمر المدرب قبل مباراتي تونس وليبيا يومي 7 و10 حزيران المقبل أو بعدهما اللتين تعزّزان تصنيفنا الدولي قبل القرعة، كما لا يمكن الانتظار حتى انتهاء بطولة غرب آسيا للفترة 2-14 آب المقبل في كربلاء وأربيل، والمفروض أن يتم تجديد الثقة مبدئياً بعد وديتي تونس أو منحه بقية رواتب الاشهر المتبقية فقط كما متفق في العقد بلا شرط جزائي كما صرّح رئيس الاتحاد نفسه بعد تقييمه بإنصاف.
إنّ أحمد راضي خبر الظروف الصعبة للمنتخبات من ناحية حراجة توقيتات تحضيرها للمهام الكبيرة، ولا أرى تفسيراً في اعتراضه على استبدال كاتانيتش إذا ما توصل الاتحاد الى قناعة تامة بعدم جدوى استمراره، وهنا تتحتّم تسمية مدرب كفء يتحمّل المسؤولية وتكون بطولة غرب آسيا بروفة تحضيرية له لماذا؟ لأننا لا يمكن أن نقبل بخروج تاسع من تصفيات كأس العالم منذ مونديال 86، وكي لا يتورّط الاتحاد ثانية بالبحث عن مدرب جديد كما حصل مع راضي شنيشل وباسم قاسم أثناء تصفيات مونديال روسيا2018.
غير ذلك، تبقى قضية كاتانيتش محط تقاطع الآراء بين أصحاب الخبرة مدربين ونجوماً سابقين بسبب إهمال الاتحاد تقييمه بصورة مهنية دقيقة مثلما وعد عقب كل بطولة، وكعادته شغل الرأي العام بانتداب عدد من الشخصيات القديرة لدعم لجنة المنتخبات ومنهم المدرب القدير أكرم سلمان الذي أعلن عن تقديم ورقة عمل تصلِح منظومة المنتخبات وليس لديه أطماع في تولي المسؤولية كمدرب أول وإن تزامن ذلك مع مفاتحة إدارة الزوراء له، وصراحة أستغرب أن يشكك راضي بنيات الرجل بقوله (عينه على المنتخب) وهو يعلم أن سلمان مع ثلة من الخبرات الفنية الرصينة المتبقية من حقهم أن يبدوا آراءهم في أسلوب كاتانيتش ، لأنهم أمناء على مصلحة كرتنا وإن لم يُعجَبْ راضي وغيره بطروحاتهم!