TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تغريدة ومزاد

العمود الثامن: تغريدة ومزاد

نشر في: 27 مارس, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

اعذروا جهلي فأنا منذ أن صدّعت رؤوسكم بهذه الزاوية ، لديّ مشكلة مع ما يقوله " مقاولو السياسة " والمسؤولون عن الفساد والإصلاح ، وتراني أضحك كلما أسمع " مقاولاً " من هؤلاء يذرف الدمع على حال العراقيين ، ويطلق الزفرات والآهات على أحوال البلاد والعباد ، والأموال التي سلبت في وضح النهار . فما بالك أن أقرأ هذه الأيام مطولات عن تحرير الجولان ، كان آخرها تغريدة " الزعيمة " حنان الفتلاوي التي اكتشفت الآن ، أنّ الجولان ضاعت من العرب .. ياسلام ياست . .لقد فات الزعيمة ومعها العديد ممن يتولون المسؤولية أو يجلسون على كراسي البرلمان ، وهم يحققون الانتصار تلو الانتصار في مجال نهب ثروات البلاد، والاستحواذ على مؤسسات الدولة والتوسع في الفُرقة والطائفية، أن يقرأوا كتاباً صغيراً لمواطنهم "البغدادي" علي الوردي اسمه "وعّاظ السلاطين"، ففي هذا الكتاب سيجدون كما وجدنا نحن قرّاء هذا العلامة حكايتنا جميعاً مع مندوبي الطائفية والخراب الذين يعتقدون أن الحــلَّ في أزمات البلد هو تحويل الشعب إلى قبائل، كل منها تبحث عن سلطان يضحك عليها . الوطنية ياعزيزتي الزعيمة ليست تغريدات ولا حلقات فضائية " مدفوعة الثمن " ، إنها مسيرة خالية من الكذب على الناس.
قد تستمر حنان الفتلاوي بمفاجآتها على تويتر ، وعلى أية حال كانت هي نفسها مفاجأة الديمقراطية العراقية الحديثة ، فمن كان يتوقع أن تصل موظفة بسيطة إلى مرحلة تأسيس حزب وشراء فضائية ، مثلها مثل الكثيرين من الذين حصدوا المناصب والأموال من خلال خطاب طائفي إقصائي ، ظلّ يتصدر المشهد في كل انتخابات ، مثلما يتصدر اليوم أحمد الجبوري " أبو مازن " مزادات بيع المناصب ، ففي حوار مثير كشف السيد زهير الجلبي الرئيس السابق للجنة إعمار الموصل عن مزاد تم نصبه لبيع منصب محافظ الموصل ، وإن هناك ثلاثة " حيتان " يسيل لعابهم على الكرسي – أحمد الجبوري وخميس الخنجر وجمال الكربولي – سيسأل قارئ عزيز وما مصلحتهم من هذا الكرسي لمدينة تعاني من الدمار ؟! إنها دولارات الإعمار أيها السادة .
يكتب المرحوم أفلاطون أن أكثر الرغبات وقاحةً هي رغبة السلطة ، ويضيف ، لكن رغبة المال تتفوق عليها .. المشكلة ياسادة ليست في عدم وجود كفاءات ، وإنما في ضياع القيم الأخلاقية والوطنية عند " مقاولي السياسة " .
عندما يتقدم مواطن لطلب وظيفة بسيطة مثل أحواله ، سيُطلب منه أن يملأ استماره عن عائلته وخبرته ومؤهلاته ، وسيرته ، لكننا في اختيار نوابنا ، لانسأل عن الكفاءة والنزاهة وإنما يطربنا الصوت العالي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram