TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > حب فتاة يدفع لصا عراقيا إلى البحث عن عمل شريف

حب فتاة يدفع لصا عراقيا إلى البحث عن عمل شريف

نشر في: 27 إبريل, 2010: 08:02 م

ديالى/ شينخوا لم يتبادر إلى ذهن لص عراقي يوما أن يقع في شباك الحب والغرام ليعلن توبته الابدية أمام العشرات من أقاربه قبيل عقد قرانه، ويبدأ فى البحث عن عمل شريف، على الرغم من أن قبضة العدالة نالت منه ثلاث مرات وقضى سنوات عدة في السجون لكنها لم تفلح في اصلاح منهاج حياته.
وقال ادهام الراشدي أو ما يعرف «علي بابا العراقي» البالغ من العمر (34 عاما) لوكالة أنباء (شينخوا) وقد ارتدى للتو بدلة العرس وخرج من غرفته المتواضعة في قرية زراعية قرب مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شمال شرقي بغداد، وسط زغاريد الاهل والاحبة، فيما تعالت اصداء اغاني تراثية وشعبية عراقية هزت مشاعر الكثيرين فسارعوا إلى الرقص رجالا ونساء واطفالا» بالامس كنت علي بابا ودفعت الثمن سنين طويلة من عمري قضيتها بالسجن لانني لم أجد العناية والنصح منذ نعومة اظفاري فقد نشأت يتيم الاب في عائلة فقيرة الحال ارغمتني الظروف المعيشية الصعبة ورفقاء السوء على السرقة من المنازل السكنية فكانت أولى سرقاتي دجاجة واخرها سيارة حديثة».وأضاف وهو يتحدث عن ماضيه بابتسامة شفافة انه «دخل السجن ثلاث مرات قضى خلالها نحو سبعة اعوام من عمره»، مبينا ان اخر سرقة نفذها اعتقل على يد قوة امريكية مرابطة قرب منطقة الوجيهة ( 13كم)، شمال شرقي بعقوبة قبل أعوام عدة، حيث سرق للتو سيارة حديثة وحينها اطلق عليه الامريكان لقب «علي بابا عراقي»، وبقى اللقب ملتصقا به حتى اليوم بعدما انتشر بين اقاربه ومعارفه الذين استبدلوا لقبه السابق «حرامي الديرة» بـ (علي بابا عراقي).وأشار الراشدي إلى أن الانسان عندما تكون له ارادة حقيقية في تغيير ذاته وسلوكه نحو الاحسن يستطع ذلك وهذا ما حصل له فقد وقع في شباك حب فتاة بسيطة قريبة له، اذعن لها ودعا الله ليل نهار ان تقبل به زوجا، مبينا أن سمعته السيئة وسط مجتمع محافظ تجعل أمر الزواج صعبا جدا لكن الفتاة اشترطت ان اتعهد بالتوبة الابدية امام الله والناس والاقارب ان لاتمتد يدي إلى السرقة يوما، واقسم على المصحف الشريف حتى تقبل بي زوجا، ونفذت الامر بارادتي. وتابع «الان انا على اعتاب مرحلة جديدة من حياتي اريدها ان تكون نظيفة، وابحث عن عمل شريف، وأعمل على ان لايخوض اولادي التجربة المريرة التي مررت بها من جوع وعوز ورفقاء السوء التي ابعدتني عن طريق الصواب».فيما قال أحد اقاربه ويدعى عثمان الراشدي البالغ من العمر (65 عاما)، «لم نتصور يوما ان يرجع دهام إلى جادة الصواب ويمسح تلك الصفحة السوداء من تاريخ حياته فقد بدأ السرقة وهو في الثامنة من عمره، حتى أنه اعترف اليوم امامي انه سرق اربعة خراف مني قبل سنين طويلة، ولكني عفوت عنه لانني اجد ان توبته نهائية لارجعة فيها». وخلال حفلة العرس حاول بعض اصدقاء دهام مداعبته وايقاعه في مأزق صعب امام الضيوف، حيث قام احدهم بوضع قلادة مصنوعة من الذهب لإحدى النساء الحاضرات، في جيبه دون ان يعلم وما هي الا لحظات حتى جاءت المرأة اليه وهي تصيح بأعلى صوتها، انت سارق لم تتب ابدا عن افعالك السيئة فقد سرقت قلادتي للتو ووضعتها في جيبك فتغير لونه وسط ضحك وابتسامه الجميع». من جانبها، قالت هيلة عبود (58 عاما) إحدى قريبات الراشدي «انه نشأ يتيم الاب وعانى كثيرا في حياته، وقد تعاون الجميع لدعمه من أجل ترك السرقة والاتجاه نحو العمل الجيد وبناء اسرة صالحة»، مبينة ان تكاليف العرس والاثاث جرى تكفلها من قبل الميسورين في القرية لانهم ارادوا مساعدته على تغيير طريقة حياته نحو الافضل. ولفت ظافر اللهيبي، باحث اجتماعي في مدينة بعقوبة إلى أن «الانسان لا يولد سارقا أو مجرما بل الحياة هي من تصنع الاشخاص وتبلور افكارهم»، مبينا أن أغلب اللصوص وحتى المجرمين العتاة يكون انحرافهم نحو الطريق الخاطئ، بسبب جملة من الظروف المحيطة بهم والتي تكون قاسية تجعل المرء امام خيارات محدودة جدا.وخلص اللهيبي إلى القول إن توبة دهام الراشدي، هي تعبير عن اهمية قبول المجتمع لفكرة توبة شخص سيئ السمعة لسنين طويلة، بل دعمه لتغيير حياته نحو الافضل، موضحا أن السجن لم يغير شي من تفكيره، لكن وقوعه في حب فتاة اسهم في خلق ارادة قوية بداخله جعلته قادرا على التوقف عن العمل الشرير والبدء بحياة جديدة، اعتقد انه سينجح بها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram