TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عن إقليم البصرة

العمود الثامن: عن إقليم البصرة

نشر في: 7 إبريل, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

قبل الحديث عن خطوة مجلس محافظة البصرة بالمطالبة بانشاء إقليم ، أتمنى ألاّ تضايق ملاحظاتي التي سأطرحها في هذه الزاوية التي طالما دافعت عن حق البصرة بالتنمية والرفاهية والاستقرار ، أصدقاء أعزاء في البصرة يؤمنون بأحقية محافظتهم بإقامة إقليم ، ولعلنا ندرك جيدا ان مطالب أهالي البصرة وصلاح الدين والأنبار ونينوى وغيرها من مدن العراق ، لم تكن لولا التهميش الذي يعيشه أبناء هذه المدن ، وسوء الخدمات والفساد الذي ينهب ميزانية المحافظات ويذهب الى جيوب المسؤولين بدلا من ان يذهب الى مستحقيه.
من حق أعضاء مجلس المحافظة أن يلقوا القصائد الحماسية ، ومن حق النائب السابق محمد الطائي أن يصرخ طالباً النجدة لأن هناك مؤامرة دولية ضده ، ورغم الطائي هذه الايام يصرخ في الفيسبوك " الإقليم او الموت الزؤام " لكنه لم يخبرنا لماذا يستخدم في سفرياته جواز سفر سويدياً ، مع أنه لفلف من العراق الذي يتنكر له ، ملايين الدولارات.
والآن دعوني أسأل : هل إذا تحقق حلم محمد الطائي ومعه أشاوس مجلس محافظة البصرة بإنشاء الإقليم ستنتهي مشاكل البصرة ؟ أرجو أن يتقبل البعض مني هذا الكلام القاسي : عندما لا يعود هناك إيمان بهذا الوطن ، فلن نخرج من هذه الفوضى العارمة ، وسوف تتهالك القيم وروح المواطنة ، ويتحوّل الانتماء الوطني إلى مجرد لغوٍ سياسي ، الهدف منه الحصول على قدر أكبر من الغنائم.
في هذا المكان كتبت أكثر من مقال عن البصرة وأحوالها وأهوالها ، وحدثتكم عن العوائل التي تمت مطاردتها وتهجيرها ، وعن المليارات التي أُهدرت بدون وجه حق ، وعن الجماعات المسلحة التي ترفض كل مظاهر الحياة المدنية ، وفي كل ما كتبت لم أسمع يوما صوتا للسادة أعضاء مجلس المحافظة يندد بهذه الممارسات ، ربما سيقول البعض إن الاقليم حق كفله الدستور ، وأنا ياسادة معكم إذا كان القائمون على المشروع تهمهم مصلحة المحافظة أولاً وثانياً وثالثاً ، أكثر من انشغالهم بنوع الكرسي الذي سيجلسون عليه ومواصفاته ، صحيح أنا لا أفهم بالمسائل الكبرى التي تشغل السادة أعضاء مجلس محافظة البصرة ، فأنا مهموم بالقضايا الصغيرة التي لاتشغل بال الكثير من اعضاء المجلس ، كمثل الذين يموتون فقرا وعوزا في أغنى مدينة في المنطقة . ومثل الذين لا يشبعون من سرقة المال العام ، ومثل الملايين الذين يحلمون بمدن نظيفة ، ومثل الشباب الحالمين بجسور للمحبة لاتقطعها مليشيات متنفذة . لا قضايا أخرى تهمني تقريباً سوى المواطن البصري البسيط وكرامته وحقه في العيش من دون مهرجانات سياسية كاذبة احد ابطالها " مزور صكوك " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram