TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من وراء " خراب البصرة " ؟

العمود الثامن: من وراء " خراب البصرة " ؟

نشر في: 8 إبريل, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

تحوّلت الانتخابات في بلاد الرافدين من منافسة على خدمة المواطن إلى صراع على الكراسي . وبدل أن تفرز لنا الانتخابات وجوهاً جديدة تطور العمل السياسي ، وتعزز مفاهيم الديمقراطية ، فإنها أصبحت مثل حرب داحس والغبراء كل واحد يريد الزعامة لنفسه ، ولا تختلف انتخابات مجلس النواب التي أهدت لنا رئيساً للبرلمان يحاول هذه الايام ان ينافس المرحوم " ابن بطوطة " في رحلاته ، عن انتخابات مجالس المحافظات التي قدمت للعراقيين كنوزاً لايمكن الاستغناء عنها ، مثل كامل الزيدي وصلاح عبد الرزاق وصادق مدلول وماجد النصراوي والعاكوب والأخوين النجيفي ، والبزوني والسليطي والخبير في كل شيء سعد المطلبي ، وأسعد العيداني وليس آخرهم نجم الدين كريم الذي أصرّ على أن يُسعد المواطنين في كركوك بتمثال لسيادته !
والحقيقة، لا يعرف المواطن هل الديمقراطية تسمح لأُناس قليلي الخبرة والكفاءة أن يتحكموا بمصائر الملايين ؟ ، البعض ربما سيقول يارجل الانتخابات مسرحية مسلّية ، شعارات وخطب ، وأموال توزّع ، وكنت مثل أي مواطن أعتقد أن التغيير الذي حلمنا به ستكون أولى خطواته متّجهة نحو الإصلاح وإعلاء شأن المواطنة والعدالة الاجتماعية ، لكني في كل انتخابات أكتشف بأنّ أمنياتي مثل أحلام العصافير. كنتُ مراهنًا نفسي على أنّ ساستنا سيخلعون "جلباب " الطائفية ، ويرتدون ثوب الوطن ، ويبدو أنني خسرت الرهان، مثل كلّ مرة أراهن فيها على مسؤول عراقي، ولهذا قررت في كل انتخابات أن أبقى ملازماً حاسبتي أكتب هذا العمود ، وأقرأ في كتبي ، وأتفحص تجارب الشعوب التي قادها ساسة ومسؤولون خرجوا من طائفيتهم ومذهبيتهم الى فضاء أوسع . في الوقت الذي عمد فيه ساستنا منذ اللحظة الأولى لجلوسهم على الكراسي إلى تغذية الاحتراب بين مكونات المجتمع العراقي ، والسعي الى إشاعة مفهوم الانقسام المجتمعي .
ولهذا عزيزي القارئ تجدني أتمنى من كل قلبي أن يهدي الله المواطن مادمنا في عصر صناديق الانتخابات إلى اختيار نواب وأعضاء مجالس محافظات تتوافر فيهم صفات الشهامة والسمعة الطيبة، يدافعون عن الناس وليس عن مصالحهم الخاصة، ويحتمون بالحصانة الوظيفية ضد الفساد،لا أن يستثمروها في الرقص مع الفساد. فقد عانينا خلال الستة عشر عاماً الماضية من صور وأشكال لمسؤولين يلبس بعضهم عباءة الفضيلة ليداري الفساد الاداري والمالي الذي يعشعش في مؤسسات الدولة .
ومرّة أخرى اقول لاخوة اعزاء في البصرة ، لا مصادرة على حق أحدٍ في ان تنتعش البصرة وتزدهر سواء كانت اقليم او محافظة ، لكن ذلك لا يبيح لسارق وانتهازي وفاشل أن يركب موجة الاقليم، وهو السبب وراء " خراب البصرة"

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram