علي حسين
" سوف يطول عمرك إذا استطعت أن تضحك في اليوم الواحد ثلاثين دقيقة فقط ، هذه العبارة ليست من ابتكاري ، وأعترف بأنني " لطشتها " من أحد المواقع الإخبارية الذي بشرنا أن الضحك له تأثير صحي في الجسم، فهو يحمي من تأثير الإجهاد وينظم عمل القلب والكبد الرئتين.
في شبابي كنت شغوفاً بقراءة كتب الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون الذي خصص واحداً من مؤلفاته الكثيرة ليناقش موضوعة الضحك ، ولم يكن الرجل يدري أنّ الأمر لايستحقّ كلّ العناء ، فقط يمكنك الآن أن تجلس أمام شاشة التلفزيون وتشاهد أحد بهلاوانات السياسة وستغصّ بالضحك على حالك ، وحال البلاد التي يراد لها أن ترفع شعار " الفرح ليس مهنتنا " .
ربما يعتقد البعض أنه ليس من المناسب أن يواصل صحفي السخرية من الأوضاع ، دون أن يشير الى مواطن الخلل ، لا عليك عزيزي القارئ فقط تابع مثلي مؤتمرات السياسيين واقرأ بيانات الحكومة و مجلس النواب ، وأضف لهما بيانات مجالس المحافظات ، وستعرف لماذا علينا أن نرفع سلاح السخرية في وجه سياسيين ومسؤولين وأحزاب يريدون أن يحولوا حياتنا الى مأتم مستمر ، في الوقت الذي تتنعم عوائلهم بكل وسائل الراحة والترفيه في البلدان التي يقيمون فيها ، تخيل سياسي أصبح رئيساً لمجلس الحكم وتولى رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية ، 15 عاماً يصول ويسكن القصور الرئاسية ، وما إن خرج من المنصب حتى ذهب باتجاه بريطانيا حيث تسكن عائلته ، إلا يدعونا هذا إلى أن نضحك على حالنا ، ففي الوقت الذي يلقي علينا البعض مطولات عن احترام حقوق الإنسان والنموذج الديمقراطي الذي لن يجد العراقي مثيلاً له حتى في بلاد السويد ، تخرج علينا محافظة النجف ببيان كوميدي تخبرنا فيه أنها اكتشفت تنظيماً جديداً أسسه تنظيم داعش الإرهابي ، ما هي مهمة هذا التنظيم ، أرجوك أن لاتضحك ، فالبيان يقول لنا إن المهمة خطيرة وهي تأسيس " مقاهي " لجذب الشباب ، ربما سيقول البعض إن علينا أن لا ندافع عن شاب متهور أساء إساءة رعناء لذكرى الإمام الكاظم " ع " ، ولكن ياسادة من الظلم الفادح أن نختصر مشكلة العراقيين ببعض المقاهي ، وأن نجسّد الأزمة التي يمر بها العراقيون في الجرعة الزائدة من الحريّة التي يريد مجلس محافظة النجف أن يهذبها ، ليحاسب صاحب الإساءة ضمن القانون ، إلا أن مسرحية تحويله إلى إرهابي تضعنا في الصفوف الاولى من الدول التي تشجع على النكات ، والآن اسأل بكل براءة : لماذا ياسادة لاتزال كارثة الكرادة لم تكشف اسرارها ؟! .