TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بإختصار ديمقراطي: جلال يهز النوارس

بإختصار ديمقراطي: جلال يهز النوارس

نشر في: 10 إبريل, 2019: 12:00 ص

 رعد العراقي

عذراً يا جلال حسن، فشتّان بين مستواك الفني ومستوى جلال عبدالرحمن أيام كان في سنّك سدّاً منيعاً لشباك النوارس والمنتخب الوطني، تصاعد أداءه واكتسبَ الخبرة والثبات بتوالي السنين حتى اعتزل اللعب وهو في قمة العطاء والرغبة في التواصل.
صراحة تغيّرت عندك المعادلة بين انطلاقتك الأولى وخاصة مع المنتخب الأولمبي وفي وقتها نشرت موضوعاً علي صفحات جريدة المدى بتاريخ 28 تشرين الثاني2011 عقب فوز منتخبنا على نظيره الإماراتي بهدفين نظيفين ضمن تصفيات أولمبياد لندن 2012 تحدثت فيه عن تألقك اللافت في المباراة وبنص العبارة ( أما أجمل النتائج التي قطفتها الكرة العراقية هي ولادة حارس رائع يحمل بين جوانحه قلباً من حديد لا يخشى طلعات المهاجمين، فينقض على الكرات كالقرش، يرعب من يواجهه، ويمنح المدافعين دفعة معنوية عالية، تزيد حماستهم واستبسالهم، مشروع حارس للمستقبل القريب استطاع أن يضع قدمه بقوة متسللاً بهدوء في طريق الشهرة والمجد ويذكّرنا بعمالقة الحراس الذين كانت لهم الانطلاقة نفسها( .
تلك البداية القوية، لكن بعدها تراجعت فيها قدراتك بشكل غريب وبدأت تتثاقل خطواتك غير متناسقة ونشعر بتردّد خروجك أو الوقوف بين خشبات المرمى بصورة صحيحة. مباراة الزوراء الأخيرة مع النصر السعودي والذي خرج بها النوارس مثقلين بهزيمة قوامها أربعة أهداف كشفت الخلل الكبير في حراسة المرمى حيث تتحمّل الجزء الكبير باهتزاز الشباك، وبغض النظر عن الأداء الفني العام للزوراء أو القراءة الخاطئة للكادر التدريبي للمبارة، إلا أن جلال حسن كان واضحاً عليه فقدانه مقوّمات الثبات أو حسم الكرات الجانبية أو حتى منح المدافعين الثقة من خلال الخروج بالتوقيت الصحيح أو التصدّي للركلات الثابتة، وبرغم أن تلك المؤشّرات كانت قد أثيرت خلال بطولة كأس آسيا الأخيرة وبعدها، وكان الجميع يتوقع أن تشكّل حافزاً لجلال في استعادة مستواه وخاصة بعد ظهوره الأكثر من جيد في أولى مباريات النادي مع ذوب آهن الإيراني وإنقاذه الكثير من الكرات ومساهمته في نتيجة التعادل السلبي على أرض الخصم وسرعان ما تراجع وكرّر ذات الاخطاء المؤشرة ضده.
أكثر ما نخشاه أن يكون هناك شعور خاطيء انتاب حسن وبعث في نفسه الثقة بانفراده بحراسة شباك المنتخب الوطني بعد إبعاد منافسه الحارس محمد قاصد عن قائمة المنتخب في بطولة الصداقة الأخيرة نتيجة الخلافات التي حدثت للاخير مع كاتانيتش وهو ما قلل من اندفاعه وأحساسه بالغرور ويتوجب علينا رفع الكارت الأصفر بوجهه ونرسل تحذيراً للملاك التدريبي للمنتخب بضرورة الانتباه ومراجعة مدى تأثير مركز حراسة المرمى على نتائج الأسود وخاصة أن الحارس الأول في ظهوره الأخير أمام النصر كشف هزالة مستواه الفني الذي يحتاج الى جهد وعمل كبير منه للارتقاء به في حالة حرصه على ضمان تواجده في الاستحقاقات القادمة للمنتخب الوطني.
ان ما تطرّقنا إليه ينسحب على إدارة نادي الزوراء والملاك التدريبي الذي لابد أن يدرس أسباب الخسارة الكبيرة إضافة الى ضعف مركز حراسة المرمى دون أن يتحجّج بأعذار نفاد طاقة الجهد البدني بعد لقاء الفريق مع نادي الشرطة في منافسات الدوري، وتدرك الإدارة إن مهمة فريق الزوراء في دوري ابطال آسيا ونتائجه ستكون معياراً يستند إليه الاتحاد الآسيوي في قرار زيادة مقاعد الأندية العراقية في النسخة المقبلة، وهي كذلك من ستدعم توجّه عبد الخالق مسعود الذي كشف عنه في تصريح خصّ به قناة إحدى القنوات الفضائية أمس الأول في سعيه لمنح العراق مقعدين بدلاً من مقعد ونصف!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram