علي حسين
كان عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين يثير الاهتمام أينما حلَّ ، بشعره المنفوش ، وقدميه اللتين تنتعلان الحذاء دون جوارب وملابسه الفضفاضة ، وعندما طلب منه ذات يوم أن يشرح النسبية، تأملَ قليلاً ثم أجاب: إذا كان"أ"يرمز للنجاح فإن المعادلة يجب أن تكون على النحو الآتي: أ = س + ص + ع حيث يرمز" س "إلى العمل وحرف"ص"إلى اللعب.
وحين سأله أحد الحاضرين عما يرمز إليه حرف"ع" أجابه آينشتاين: إلى إغلاق فمك، ربما سيقول البعض من القرّاء الأعزّاء ..ها أنت يارجل تكشف لنا يوماً بعد آخر أن المطلوب أن تغلق فمك أيضا ، لأنك تريد أن تشغل المواطن العراقي الذي ينتظر على أحرّ من الجمر عودة السيد نوري المالكي لمنصبه الأثير نائباً أول لرئيس الجمهورية .. وهو خبر أسعدني مثلما أسعد الملايين ، وسأكون أكثر فرحاً لو أنّ مجلس النواب تكرّم علينا وقرّر تعيين سليم الجبوري نائباً ثانياً لرئيس الجمهورية
ويخبرنا السيد المالكي أنه لايحبّ المناصب ، لكنّ الواجب يتطلب أن نقدّم خدمة للبلد !!، وقرأنا في الأخبار قبل أشهر أنّ رئيس الجمهورية برهم صالح مُصرّ وبدون هوادة على اختيار نواب " لفخامته " .
لا أحد منّا يشكّك في حبّ سياسيينا الأفاضل للعراق ، لكن ما يسترعي الانتباه أنّ حبّ الوطن انتقل من شعارات الإصلاح والتغيير أُهزوجات الشفّافية والنزاهة ، إلى معركة على المناصب ، ليصبح التعبير عن هذا الحب غوصًا في كرسيّ المنصب ، ويتحوّل الوطن، وفقًا لمعركة تنصيب الوزراء ، إلى الإعلان عن مزاد لمن يستطيع أن يفرض مرشحه بإرادة من خارج الحدود !.
أرجوكم أن تعذروا إلحاحي ومتابعتي لشؤون من يدّعون السياسة ، فأنا مثلكم أبحث عن خبر مفرح فلا أجد سوى أخبار الساسة وصولاتهم المقدسة ، ولهذا تجدني عزيزي القارئ أبحث عن أخبار المرحوم آينشتاين ، لأنني مللت من نظريات محافظ النجف لؤي الياسري عن الفضيلة ، وهو الذي لم يستطع أن يطبّق هذه النظرية على ولده المحروس الذي قرر أن يبحث عن رزقه في بيع المخدّرات ! .بالامس نقلت إلينا الأخبار أن العلماء تأكدوا أن نظرية آينشتاين حول الثقوب السوداء التي تحدث عنها قبل أكثر من مئة عام ، اثبتت صحتها .سيعيد قارئ عزيز بالتاكيد نصيحة آينشتاين ويطالبني بان أغلق فمي ، فما لنا ومال ثقوب آينشتاين ، ونحن محاصرون بتغريدات حنان الفتلاوي حول الإصلاح وطرد الأمريكان ، أيها السادة انا مواطن بسيط ما أطمح إليه اليوم أن أجد ساسة يعرفون معنى المواطنة، لا أقبل أن يتحسر العراقي وهو يتابع رئيسة وزراء نيوزيلندا التي لاتزال تذرف الدمع على مقتل خمسين مسلماً في بلادها .