ترجمة المدى
ضمن تقريرها الفصلي حول الوضع الإنساني العام لأطفال العراق من المتضررين والنازحين في المناطق المحررة واحتياجاتهم ، أشارت منظمة اليونيسيف UNICEF الى أنه رغم انتقال الوضع الإنساني في العراق الى بيئة أكثر استقراراً ، فان اطفالاً وعوائل متضررين ما يزالون يواجهون تحديات ضخمة .
فبينما مرّت اكثر من سنتين على انتهاء العمليات العسكرية الواسعة ضد تنظيم داعش التي انتهت في عام 2017 ، فان تأثيرات وعواقب العمليات العسكرية العنيفة المطولة وما خلفته الحروب من دمار وخراب ما تزال تلقي بتبعاتها خلال العام 2019 ، حيث هناك ما يقارب من 6.7 مليون شخص ( بضمنهم 3.3 مليون فتاة أو امرأة ، و 3.3 مليون طفل دون الثامنة عشر من العمر ) بحاجة لنوع واحد على الأقل من المساعدة الإنسانية .
رغم أن هذا الرقم انخفض مما كان عليه بحدود 8.7 مليون شخص خلال العام 2018 ، فانه ما يزال يشكل نسبة 18% من العدد السكاني للعراق . الاحتياجات الأكثر إلحاحاً تتمركز في المناطق التي أدت أعمال العنف السابقة الى تدمير البنى التحتية وتعطل الخدمات وتآكل النسيج الاجتماعي فيها ، أو في مناطق تأثرت بشكل غير مباشر بسبب استضافتها لمهجرين داخليين تفوق أعدادهم طاقتها الاستيعابية . فضلاً عن ذلك فان محدودية فرص العمل وكسب العيش تعد عاملاً جوهرياً في بقاء بعض اكثر الناس تضررا معتمدين على ما يقدمه المسعفون من مساعدات انسانية .
محافظتا الانبار ونينوى ما تزالان تشكلان المنطقتين التي تحويان العدد الأكبر من الاشخاص المحتاجين لمساعدة ، ويبلغ عددهم مجتمعين بحدود 3.5 مليون شخص بحاجة لمساعدة .
بينما الجهود جارية لبناء أو اصلاح البنى التحتية المتضررة واسترجاع الخدمات فان الوقت قد يستغرق سنوات لإكمال هذه المهمة . ما يقارب من 60% من الأشخاص المحتاجين لمساعدة ليس لديهم دخل كافٍ لتلبية احتياجاته الاساسية ، وان 34% منهم ترتبت عليه ديون متراكمة من اجل شراء احتياجات اساسية له .
هناك ما يقارب من 4.5 مليون شخص ( نصفهم من الاطفال ) بحاجة لدعم حماية ؛ وهناك 2.3 مليون شخص بحاجة لخدمات توفير مياه وشبكة صرف صحي ؛ وهناك 2.6 مليون طفل محروم من التعليم المدرسي ، مع وجود 2.3 مليون شخص آخر بحاجة لتجهيزات غير غذائية . ما يزال جانب الحماية يشكل الأولوية الانسانية الشاملة في العراق خلال العام 2019 وهو من صلب اهتمام الاستجابة .
اعتبارا من 28 شباط 2019 رجع أكثر من 4 ملايين شخص ( بضمنهم 2 مليون طفل ) الى مناطقهم ، في حين مايزال هناك 1,744 مليون شخص ( بضمنهم 900 ألف طفل ) ما يزالون مهجرين ، وأن أكثر من 54% من المهجرين داخلياً ما يزالون على هذا الحال لأكثر من ثلاث سنوات . ويذكر ان 30% من العوائل ما يزالون مهجرين في معسكرات وإن 8% منهم يعيشون في ظروف معيشية سيئة هناك .
الذين ما يزالون مقيمين في مخيمات يشكلون نسبة 80% حيث يوجد 52% في نينوى في حين يوجد 27% منهم في مخيمات دهوك . طبيعة التهجير المزمنة أدت الى زيادة معدل المتضررين . في 11 منطقة متفرقة هناك أشخاص مهجرين يواجهون احتياجات قاسية جداً . عبر عام 2019 فان 64% من المهجرين داخلياً يفضلون البقاء في مناطق نزوحهم ، في حين يفكر 11% منهم فقط بالعودة ، و 1% فقط يود مغادرة البلاد أو الاقامة في مكان آخر داخل العراق . وهناك 24% منهم ليس له قرار بعد . المشاكل الرئيسية التي تعيق العودة تشتمل على مشاكل السكن ونقص الموارد المالية المطلوبة للمعيشة وغياب الخدمات أو مشاكل أمنية أو مرضية . وفيما يتعلق بالجانب التربوي ذكرت اليونيسيف في تقريرها الفصلي إنه في العام 2019 ستقوم المنظمة بتسهيل حصول 200 ألف طفل باعمار 3 الى 17 عاماً على فرصة تعليم داخل وخارج المعسكرات . وهناك برامج يطلق عليها برامج التعليم السريع لتعويض الأطفال ما فاتهم من سنوات تعليم بسبب ظروف التهجير . أكثر من 66.130 ألف طفل بعمر المدرسة ( بضمنهم 33,726 فتاة ) في كل من محافظات الانبار وبغداد ودهوك ونينوى تمكنوا من الحصول على بيئة تربوية أفضل وسهولة الوصول للتعليم السريع وذلك بسبب إعادة ترميم وتأهيل مدارس كانت متضررة ومحطمة . خلال الشهرين الاولين من هذا العام تم تفعيل برامج للتعليم السريع في معسكرات منتشرة في محافظات دهوك وكركوك ونينوى . نقص المدرسين في مدارس معسكرات النازحين ما يزال يشكل عائق . منظمة اليونسيف عمدت الى تعزيز جهودها على مدى اشهر لحل هذه المعظلة من خلال إعادة توزيع المدرسين في المناطق التي تعاني نقص بالكادر التدريسي. وعمدت المنظمة الى اتباع طرق استثنائية بدعم محفزات لما يقارب من 345 مدرساً متطوعاً ضمن عقود لضمان توفير كادر تدريسي لأكثر من 29 ألف طفل طالب في معسكرات النازحين في جنوبي وشرقي محافظة نينوى .
عن موقع ريليف ويب