TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: " كنداكة " وتظاهرات العراقيين

العمود الثامن: " كنداكة " وتظاهرات العراقيين

نشر في: 14 إبريل, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

منذ أن تفجرت الاحتجاجات في الجزائر وبعدها السودان ونحن نردد معهم المقولة الشهيرة: "الدكتاتورية تبنى في سنين وتسقط في لحظات"، وكأن التطور الدراماتيكي المثير في هذه البلدان أراد أن يثبت للعالم أن التغيير ممكن بأبسط الأدوات، المهم أن تتوافر الإرادة الشعبية المخلصة، وأن يكون هناك استعداد لدفع الثمن، وساعتها سيكون التغيير سهلاً، ، وفي السودان شاهدنا كيف أن صوت " كنداكة " أنهى ثلاثين عاماً من البؤس عاشها السودانيون في ظل الرئيس المؤمن عمر البشير..فيما تظاهرات شباب العراق ابتلعتها الاحزاب وكانت طريقا للجلوس تحت قبة البرلمان .
في واحدة من أجمل مشاهد تظاهرات السودان ، كان مشهد الفتاة آلاء صلاح التي اشتهرت بلقب " حبوبتي كنداكة" ،وقبل هذا المشهد كان البشير يقف بنفسه ليردّ على المنظمات الدولية التي اعترضت على جلد فتاة سودانية لأنها ارتدت البنطلون ، قال آنذاك ساخراً وهو يحمل عصاه "البعض يتحدث عن الفتاة التي جلدت على وفق حدود الله والذين يقولون إنهم خجلوا من هذا عليهم أن يغتسلوا ويصلّوا ركعتين ويعودوا للإسلام"
أتذكر ما قاله البشير ، وأقرأ في الفيسبوك صفحات للعراقيين وهم ينشرون صور الفتاة السودانية ، ويتفاخرون أن امرأة قادت الحراك ، ولم أجد تعبيراً أبلغ مما قاله يوماً عمنا جعفر السعدي "غريب أمور عجيب قضية" ، فقبل أشهر قتلت امرأة عراقية في البصرة اسمها سعاد العلي ، فقط لانها شاركت في الاحتجاجات ، وبدلاً من أن نحييها ونطالب بالبحث عن قتلتها ، ذهبنا نشمت فيها ، بل إنّ البعض شعر بالنشوة لمقتلها .
منذ أيام وساستنا الأشاوس يروّجون لقوانين تمنع الاحتجاجات ، وتُخرس كل من يطالب بمحاسبة مسؤول " مقدّس " ، ويتظاهرون لمنع " فجور " العراقيين " ، لكنهم صمّ وبكم وهم يشاهدون العمليات المنظمة لنهب ثروة البلاد وإشاعة الطائفية وتشجيع الانتهازية والتزوير ، وفيما الرئيس السوداني " المؤمن " ظلّ يهدّد الغرب ملوّحاً بعصاه: "من يطمع في السودان عليه أن يلحس كوعه" ، فأضطر في النهاية ان يلحس كوعه ، فيما نحن نواجه آخر الإحصائيات التي تقول إن محافظة المثنى أكثر المحافظات فقرا، تليها في الفقر الديوانية وميسان ثم ذي قار ثم نينوى ثم واسط ثم ديالى ثم صلاح الدين ، والقائمة تطول، وحين تنظر في قائمة أسماء نواب هذه المحافظات ستجد عدنان الأسدي يسيطر على المثنى في البرلمان وأبو مازن ينصب نفسه إمبراطوراً في صلاح الدين .
أيها السادة أعطوني اسماً واحداً لمسؤول عراقي لم يسرق ولم ينهب ، ولايستحق ان نخرج في تظاهرات لاسقاطه .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram