اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > د. حياة شرارة في: نصوص مزدوجة في السيرة و السيرة الذاتية

د. حياة شرارة في: نصوص مزدوجة في السيرة و السيرة الذاتية

نشر في: 28 إبريل, 2010: 04:42 م

د. نادية غازي العزاوي(1)على مدى حلقات متفرقة ومقالات متباعدة زمنيا نشرت د. حياة شرارة نصوصاَ من نمط خاص يمكن نعتها بالنصوص (السيَريّة المزدوجة)، تداخلت فيها على نحو حميم وقائع مجتزأة من حياتها ومن عاشت معهم وواكبتهم وعرفتهم عن كثب، وقد شكل اهتمامها بهذا النمط من الكتابة
 ومثابرتها عليه حالة خاصة وملحوظة جداً ضمن توجّهات الأدب النسويّ العراقيّ الحديث، وان توزع جهدها في هذا الجانب على أكثر من كتاب ومقالة، نذكر منها – على سبيل التمثيل لا الحصر:أ – صفحات من حياة نازك الملائكة، دار الريس، بيروت 1994.ب – مقدمتها لكتاب والدها (محمد شرارة) الذي جمعته وحققته: (المتنبي بين البطولة والاغتراب)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1981.ج – (تلك ايام خلت)، ثلاث حلقات من ذكرياتها، مجلة الأقلام: ع7/1987، ع 1/ 1988، ع 9/ 1989.د – ندوة الشعر في بغداد الأربعينيات، ملحق جريدة النهار، عدد 299، تشرين الثاني 1997 (1).ومن المفارقة أن لا يمهلها الزمن – الذي ظلت تخشى جبروته ومصائبه – الوقت الكافي لاتمام (مشروعها/ حلمها) في كتابة سيرة ذاتية كاملة.ويفترض هذا الجنس من الكتابة الابداعيّة في مَن يتصدى له توافر نزعتين متلاحمتين لديه على مستوييْ الوعي و المعالجة أو المنظور والأداء: نزعة تأريخية تؤمن بأنّ استرجاع الوقائع الوسيلة المثلى لتقييدها وانقاذها من الضياع والشتات والنسيان، ونزعة ابداعية تتحرّى جماليات اللغة وطرائق السرد التي تنقل من خلالها تلك الوقائع.وقد تهيّأ لها هذا كما تهيّأت لها عوامل نجاح للتميّز في هذا المجال من الكتابة: فقد اختزنت حياتها الشخصية وواقع اسرتها خاصة عناصر اثراء وفرت لها مادة ممتازة للاستذكار، بدءاً من الأسرة اللبنانيّة الأصل التي سكنت العراق واحبّته وتجنسّت بجنسيته، وولادتها في (النجف)، والتجربة السياسية: انتماءً واعتقالاً ونفياً ومطاردة بشخص والدها وعمها، ثم انخراطها المبكر هي نفسها في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وتولّيها أعباء ومسؤوليات التنظيم و التحامها بالأحداث السياسية ((وهي ما زالت بريعان الصّبا، مندفعة بعاطفة جارفة لمحاربة التعسّف والظلم ومتطلعة الى حرية الانسان وتحطيم قيوده)) حتى انها ((رُشّحت ولم تبلغ السابعة عشرة من العمر لحضور مؤتمر السلام الذي عقد في براغ عام 1952)) (2).واتاح لها بيت العائلة منذ نعومة أظفارها فرصة تاريخية ثمينة للقاء شعراء وكتاب ومثقفين وسياسين كانوا يتوافدون على دارهم في مجالس ادبية خاصة: (السياب، نازك الملائكة، بلند الحيدري، الجواهري، لميعة عباس عمارة، أكرم الوتري، آل الملائكة، ناجي جواد الساعاتي، عزيز جعفر أبو التمن، كاظم السماوي، حسين مروة، حسين مردان........الخ) (3)، كما وضعتها تجربة الدراسة في مصر وجهاً لوجه أمام أعلام قرأت لهم فكان لقاؤها المباشر بهم هناك وما تكوّن لديها من انطباعات عنهم مادة لبعض تلك الذكريات: (طه حسين، رشاد رشدي، سهير القلماويّ........الخ) (4).ثم دراستها في موسكو لمدة ست سنوات، وقدعزّز ذلك ثقافتها وهي التي عُرفت بولع مبكر ونهم في القراءة مع ما اتّصفت به شخصياً من دقة المراقبة والتأمّل وحافظة ممتازة سهلت لذاكرتها اختزان الملامح والأحداث والوقائع مع نزعة توثيقية لتقييد النصوص والأخبار الى حدّ التنقير والتدقيق والهوس أحياناً، كتبت عنها أختها بلقيس: ((كانت حياة تجلس دائماً في زاوية من غرفة الضيوف وبين يديها الصغيرتين دفتر تسجّل فيه ما تستمع اليه في تلك اللقاءات الشعرية من قصائد جديدة..... حفظت حياة معظم شعر بدر ولميعة ونازك وكانت تترنّم بقصائدهم وهي لم تبلغ بعد سنّ الثانية عشرة))(5)، وتصف هي نفسها هذه المرحلة من تأسيسها الثقافي قائلة: ((وأحصل أخيراً على شهادة الابتدائية، ولم تكن الشهادة بحدّ ذاتها تهمّني ألبتة ولم تكن الدراسة تروق لي عموماً لأنّ موادها أشبه بالقيود التي تغلّ حيوية فكري وأمانيه وتحصر المعرفة ضمن أطر وأسيجة....... واذا بي لا أقبل فقط على قراءة تلك الكتب التي راودت ذهني بل كنت أنكبّ عليها انكباباً واعتكف عليها اعتكاف الناسك في صومعته.............. تملؤني نشوة روحية غامرة)) (6). ثمة مؤثرات اخرى اغرتها بهذا الضرب الساحر من الكتابة اعني تحديدا كتاب (الأيام) لطه حسين الذي مثّل محطة مهمة في حياتها فقد قرأته وانفعلت به كثيراً بما فتح أمامها من عوالم انسانية وحكايات غنية متشابكة، وبسحر لغته العذبة، وبتجسيده عظمة الارادة الانسانية ولذلك ظلت تذكره باحتفاء واضح: ((وأقرأ (الأيام) وتنحفر صورته بخطوط عميقة في ذهني أشبه بالصورة المنحوتة بمنقاش....... ويمثل أمامي شخص طه حسين فلا أرى فيه مجرد أديب عظيم بل أراه مارداً عملاقاً لا يختلف في قوته عن هرقل أو شمشون الجبار))(7) فهل عمق التأثير الذي وصفته بـ (الحفر) في وعيها ولا وعيها والانطباع الضخم المتولد من قراءة هذا الكتاب كانا وراء تسلل لفظة (الأيام) الى عنوانات نصوصها السيريّة ((تلك أيام خلت) و (اذا الأيام أغسقت) ؟ ربّما.* * *(2)فيما يتعلق بـ(البواعث) لا تكشف نصوصها هنا عن الباعث الحقيقي وراء مشروعها في كتابة السيرة وال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram