اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > حياة شرارة الثائرة الصامتة

حياة شرارة الثائرة الصامتة

نشر في: 28 إبريل, 2010: 04:43 م

د. صباح نوري المرزوككان للنعي الذي رفعته كلية اللغات بجامعة بغداد على جدران مجمع الكليات في الوزيرية سنة 1997م أثره البالغ في نفوس من قرأ هذا النعي وعرف عنوانه، لاسيما انه يتعلق بأستاذة فاضلة ومترجمة متمكنة في ميدانها وهي الدكتورة حياة شرارة، أستاذة الأدب الروسي.
 وكان الحديث يومئذ همسا يدور حول انتحار الدكتورة مع ابنتها مها، هل هو انتحار فعلي ام ان يدا خفية من وراء ذلك، ولكن ما جاء في رواية (اذا الأيام أغسقت) التي كتبتها الراحلة وقامت بنشرها وكتابة المقدمة لها شقيقتها بلقيس شرارة يؤكد ان الحدث هو انتحار بسبب فقدان الأمل والإحساس بانها أمام منعطف الهاوية عندما فقدت الحياة مغزاها وهدفها، لان زوجها الطبيب محمد صالح سميسم الذي كان ضمن قائمة الشهداء الذين أعدمهم النظام السابق.قام السيد خالد حسين سلطان كونه واحدا من المعجبين بأدب الراحلة ان اعد هذا الكتاب عنها وقامت دار الخالدي للطباعة والنشر في بغداد بنشره في (138) صفحة من القطع المتوسط.كتبت شقيقتها بلقيس عن سيرة حياة الفقيدة بالتمهيد للحديث عن مدينة النجف كونها مدينة ذات أجواء دينية معروفة وصدرت فيها صحف دعت الى الإصلاح الاجتماعي وفي هذا الجو ولدت حياة سنة 1935م وكان والدها فرحا بها رغم ان المجتمع كان لا يشجع على التمجيد بولادة الإناث، فقد كان يطلق عليها (ثالثة الاثافي) لأنها البنت الثالثة وكونها هادئة صامتة في طبعها، وتنقلت حياة مع أبيها الأستاذ محمد شرارة المدرس في ثانوية الناصرية ورافقته بالسفر الى لبنان، وبعد عودتها أصيبت بمرض التايفوئيد لكنها تعافت، أظهرت حياة موهبة أدبية منذ طفولتها وأحبت الشعر الحديث وكان ذلك بتأثير من والدها، وبعد انتقال الأب الى بغداد في منتصف الأربعينيات كان بيته منتدى وملتقى لكثير من الشعراء والأدباء والمفكرين حيث كان اللقاء أسبوعياً وكانت تستمع عن كثب الى تلك الآراء والطروحات والمناقشات لاسيما ان بدر شاكر السياب ولميعة عباس عمارة ومحمد مهدي الجواهري وحسين مروة ونازك الملائكة وبلند الحيدري من رواد هذا الملتقى.أكملت حياة دراستها الأولية والثانوية في بغداد وتعذر عليها دخول جامعة بغداد لصعوبة الحصول على شهادة حسن السلوك بسبب الانتماء السياسي فتركت بغداد وذهبت إلى سوريا ومنها سافرت الى مصر والتحقت بقسم اللغة الانكليزية بجامعة القاهرة.ثم اختارت السفر إلى موسكو عام 1961م وظلت تدرس فيها حتى عودتها الى العراق 1968م، وكانت تقضي وقتها في الدراسة والمطالعة، تعينت في كلية الآداب ثم نقلت الى وزارة الصناعة لأسباب سياسية ثم نسبت الى العمل كمترجمة في إحدى المشاريع الروسية في الديوانية ثم انتقلت للعمل في كلية اللغات في قسم اللغة الروسية وقد أشرفت على إصدار كتابي والديها على المتنبي والدراسات الإسلامية وقد نشرت عددا من الكتب التي ترجمتها عن الروسية : ديوان الشعر الروسي 1983م، مذكرات صياد 1984م، رودين من تأليف تورغينيف 1985م، الأفكار والأسلوب 1986م، مسرحيات بوشكين 1986م، عش النبلاء لتورغينيف 1987م، وقد اتجهت في ترجمة جميع اعمال الكاتب الروسي تورغينيف وأكملت ترجمة روايتين من اعماله ثم بدأت في العمل الثالث الا انها أصيبت بخيبة أمل لعدم توافر ناشر لهذه الكتب، وقد كتبت ذكرياتها التي نشرتها أختها.وقد كتب الشاعر العراقي محمود حمد المقيم في الإمارات قصيدة عنها نشرت في صفحات 74ـ76، ثم كتب الكاتب جمال كريم موضوعا بعنوان: حياة شرارة سيرة حافلة بالعطاء الإبداعي والإنساني، أضاف فيها الى ترجماتها: فن الترجمة، تشيخوف بين القصة والمسرحية، وصفحات من حياة نازك الملائكة ولها ديوانان من الشعر مخطوطان هما: قصائد قديمة وشفق الفجر.وكتبت الدكتورة نادية غازي بحثا بعنوان حياة شرارة في نصوص مزدوجة في السيرة والسيرة الذاتية ركزت على ما نشرته حياة وما عاشته من ذكريات ملقية الضوء على المشروع الثقافي للكاتبة، ثم كتب الباحث نبيل العطية مقالة بعنوان (فرادة في الإبداع وتعدد في النوع) أشار فيها الى ان حياة دارسة عميقة ودراستها قائمة على التحليل والغوص الجاد وراء الظواهر وفحص لمفردات المنجز الإبداعي بطريقة أخاذة وهذا يتضح في كتابها (تولستوي فنانا)، ولم يستغرب شاعريتها كونها عاشت البيئة الشعرية التي وفرها والدها الأديب، كما تناولت سميرة الوردي روايتها بدراسة بعنوان (من أشعل النار فيها)، كما قدم معد فياض وتركي الحمد ومحمد الأحمد قراءة لروايتها (اذا الأيام أغسقت) تعرضوا فيها الى فنية هذه الرواية ودراسة سايكولوجية المؤلفة.وقد اختتم الباحث كتابه بمراجعة قدمتها بلقيس شرارة عن الرواية المذكورة أعلاه وقد وصفتها بانها رواية هواء الخوف العراقي.لقد سد هذا الكتاب الذي أعده خالد حسين سلطان فراغا في المكتبة العربية اذ تناول فيه ما يقدم فكرة متكاملة ضمن وجهة نظر مختلفة عن أستاذة أكاديمية ومترجمة أصيلة وإنسانة فاضلة.     rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram