TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من سينتحر ؟!

العمود الثامن: من سينتحر ؟!

نشر في: 20 إبريل, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

أهم القواعد التي تقوم عليها الدولة المحترمة - لا الدولة التي لايريد فيها المالكي والنجيفي وسليم الجبوري مغادرة كراسيّ - هي قاعدة محاسبة المسؤول إذا أخطأ ، وإذا تدهورت حالة الخدمات أتمنى أن تنتبهوا معي ، أقصد الخدمات وليس ضياع مدن بأكملها ونهب المئات من المليارات ، فإن الحكومة تقدم اعتذاراً موثقاً بالصوت والصورة ، ثم يذهب أعضاؤها إلى بيوتهم ، أما إذا اختفى طفل في ظروف غامضة فإن وزير الداخلية ومعه مسؤول الشرطة ، سيتلقون سيلاً جارفاً من الاتهامات بالتقصير تقضي على مستقبلهم الوظيفي ، أما إذا ظهر " بطاط " يهدد ويتلمظ على مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يحاسبه أحد ، فإن كبار القادة الأمنيين سيقفون في طابور الاستقالة .
أما في العراق ، فإن ظهور البطاط ، وعودة علي الدباغ مستشاراً ، لا يعنيان شيئاً ، مجرد أخبار نسلي بها المواطن الذي يتابع بشغف حكاية المستشفيات التي بنتها عديلة حمود في الخيال .
في البيرو قبل يومين قرأنا خبر انتحار الرئيس السابق للبلاد آلان غارسيا، بعد أن أطلق النار على نفسه ، خلال عملية اعتقاله بتهمة التورط بملفات فساد، هل سكت القضاء وشعر بالندم لأن مسؤولاً كبيرا انتحر .. لا ياسادة ، فقد أمر قاضٍ بحبس الرئيس الاخر بيدرو بابلو كوتشينسكي ثلاث سنوات لاتهامه بقضية فساد مرتبطة بالرئيس الذي انتحر .
مع قضية الرئيس المنتحر ، والرئيس المسجون ، تذكّر أيها القارئ عدد قضايا الفساد في بلاد الرافدين التي وعدنا حيدر العبادي أن يفتحها ويحاسب مرتكبيها ، فيما مجلس مكافحة الفساد يعتقد أن مسؤوليته محاربة الفساد في الصومال وليس في مؤسسات الدولة العراقية .
أتمنى عليكم أيضا ألا تعتبروا رئيس البيرو المنتحر مجنوناً ساذجاً ، ولا تسخروا من " بطر " القاضي الذي سجن الرئيس الآخر ، ولا تتهموا المسؤول الذي ينتحر في اليابان لأنه قصر في واجبه ، بالجنون .
لو سألنا اليوم أي مواطن عراقي عن رأيه وهو يسمع ان القضاء يصدر أمراً باعتقال رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء فقد يموت قهرا أو ضحكا، لان هذا القضاء شاهد وسمع واثق البطاط يطالب بتحويل رأس ضابط في الشرطة الى منفظة سجاير ، دون ان يرف جفنا للمدعي العام ، أما لو سألت أي مسؤول عراقي عن رأيه لسارع على الفور باتهام القضاة بأنهم إما سذج أو مجانين، ففي العراق لا يستطيع البرلمان ان يستجوب وزيرا ينتمي الى ائتلاف " مقدس " ، فكيف يستطيع قاضٍ أن يحاسب رئيس وزراء سابق ، لأن القاعدة عندنا تقول إن المسؤول على حق والمخطئ هو الشعب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram