علي حسين
شكراً لمحافظة بغداد وأعضاء مجلسها " الأشاوس " لأنهم لم يخيّبوا ظنّنا، ففي كل يوم يكشفون عن طبيعتهم والطريقة التي يديرون بها العاصمة ، القصة باختصار لمن لم يتابعها تتلخص في أن السيد رئيس مجلس محافظة بغداد ، اجتمع ، واجتمع ، واجتمع ، ليخرج بعدها على الناس قائلاً : وجدتها ، ومثلما وجد نيوتن قانون الجاذبية عندما سقطت تفاحة بالقرب منه ، فرئيس مجلس محافظة بغداد وهو يشاهد شاباً عراقياً يرمي نفسه يأساً في النهر ، . قال في نفسه متسائلاً :"لماذا سقط الشاب إلى أسفل، وليس إلى أعلى أو إلى أية جهة أخرى ، وهل يمكن أن تكون قوة الجاذبية المؤثرة على العراقيين هي التي تدفعهم إلى الانتحار غرقاً ، وصرخ العضاض قائلاً : وجدتها ، ، فالحل في معالجة مشاكل الشباب والقضاء على البطالة ، والحد من حالات الانتحار ، يتخلص بإجراء واحد فقط ، هو " إنشاء سياج أمني محكم على الجسور بطول 2 متر، فكرة جيدة لمنع حالات الانتحار" .
في حلبة الضحك على عقول البسطاء عن البرلمان الذي سيقفز بـ "الزانة "عبر الطوائف ، تتسلّى النائبة وحدة الجميلة وهي تدعو العراقيين الى انتظار المنقذ .. من هو ياعزيزتي ؟ إنه محمد الحلبوسي !
معروف لدينا ، منذ سنوات أننا نُجبر كلّ يوم على مشاهدة فديو كوميدي لأحد العاملين في حقل السياسة ، ومنذ ستة عشر عاماً والنواب يقصفون الناس بحكايات الإصلاح المليئة بالدجل والشعوذة، ويقذفوننا بفديوات عبد الأمير العبودي ومشعان الجبوري وعالية نصيف وسامي العسكري الذين يستبسلون في تقديم صورة كاريكاتيرية للعراق الجديد
ولأن البعض يريد لنا أن نعيش معه تاريخاً جديداً من الكوميديا ، فلا يهم أن يحاول رجل الدين جواد الخالصي إعادة كتابة التاريخ من جديد ، فالرجل يعتقد أن توقيع اتفاقيات اقتصادية مع السعودية هو إكمال لمشروع كامب ديفيد ، أما كيف ؟ ، فالعلم عند الخالصي الذي أخبرنا ذات يوم أن 8 شباط ثورة شعبية وليست مجزرة .
والآن اسمحوا لي أن أسأل سؤالاً بسيطاً : ماذا سنخسر كمواطنين إذا غاب عن حياتنا أشخاص من عيّنة العضاض والخالصي ومثلهم العشرات ، المؤكد أننا لن نخسر شيئا ، والدليل ان غياب عباس البياتي وقفشاته واختفاء محمود الحسن في ظروف غامضة ، لم يؤثر على معدل الانتحار التي كثرت في السنوات الأخيرة ، إلا إذا قرر السيد عادل عبد المهدي أن يستعين بخبرات علي الدباغ ، عندها سيقرر جميع العراقيين الانتحار !!.