TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هل سمعت بخطوة حزب الدعوة ؟!

العمود الثامن: هل سمعت بخطوة حزب الدعوة ؟!

نشر في: 22 إبريل, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

لستُ أعرف ما الذي يفكر فيه القارئ في هذه اللحظة ، لكن أنا شخصياً أشعر بارتياح ، حدثان لا مثيل لهما في العراق ، الأول، الإعلان عن تقارب بين المالكي والعبادي ، وهذه البشارة نقلها لنا النائب السابق والوزير الأسبق جاسم محمد جعفر، مؤكداً " عزم حزب الدعوة خوض انتخابات مجالس المحافظات بتحالف واحد لاستعادة مكانته في الشارع العراقي " ، وماذا عن التنمية والخدمات ، مؤجلة حتى يعود حزب الدعوة حاكما ، الخبر الثاني طريف فقد استطاعت هيئة النزاهة ضبط 76 مليار دينار سحبها العاكوب قبل إقالته ، ربما الرجل كان بحاجة الى مصاريف جيب ، حاله حال معظم المسؤولين الذين يؤمنون أن المال العام حق لهم ولعوائلهم.
خبران عراقيان بامتياز ما بعدهما مسائل بسيطة جداً لا أهمية لها. مثلا، البطالة التي ضربت أرقاماً قياسية . المستشفيات الوهمية التي اكتشفنا والحمد لله أن السيدة عديلة حمود لاعلاقة لها بالامر ، مثلما تبين ان عدنان الاسدي ظُلم في قضية أجهزة كشف المتفجرات ، فهذه مؤامرة سياسية أرادت النيل من مكانة خبير أمني ! أما الآلاف الذين راحوا ضحية هذه الاجهزة ، موضوع لم يتم الاتفاق عليه بعد !
ستقولون يارجل هل ركبك عفريت اسمه عدنان الاسدي ، فأصبحت تلهج باسمه ليل نهار ، أعتذر.. كنت أنوي اليوم الكتابة عن بؤساء فكتورهيجو ، هذه الرواية التي وكانت تتصدر الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا حتى جاءت زميلتها " أحدب نوتردام " فأزاحتها ، لا أعتقد أن أحداً يمل من روايات هيجو التي يذكّرنا أبطالها بالبؤس الذي تتسع رقعته في بلاد الرافدين، يوماً بعد آخر بفضل سياسي فاشل يريد الانتقام من الناس لأنهم لايصدقون أنه زاهد في المنصب، ، لكن إياكم والاقتراب منه وإلا سيحولكم جميعا الى أبطال لرواية البؤساء العراقية.
لم يُقبِل الفرنسيون على بؤساء هيجو حال صدورها، فالحياة كانت تعج بالبائسين، لكن بعد عقود تصبح هذه الرواية نموذجاً للأدب الإنساني وتتجاوز مبيعاتها المئة مليون نسخة، كتب هيجو أن "الحقائق التي تقدم الدولة للناس ما هي إلا أكاذيب يحاول البعض أن ينشروها على أنها حقائق" يحزنني ياسيدي الأديب الفرنسي أن أخبرك أنّ مسؤولينا يعتقدون ان مجرد ان يُقبّل المالكي خدّ العبادي يمكن ان يجعل المواطن العراقي يخرج الى الشوارع يهتف بحياتهما ، لأنهما متلازمان، فلا المالكي من دون العبادي ، ولا العبادي من دون المالكي .. ولا شعب سعيد من دون حزب الدعوة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram