البصرة/ المدى
نظم مواطنون في محافظة البصرة مسيرة احتجاجية، أمس السبت، طالبوا فيها الحكومة المركزية بالتراجع عن قرارها القاضي بإلغاء الحصة التموينية، فيما هددوا بمزيد من الاعتصامات خلال الأيام القادمة، معتبرين القرار "إذلالا وتجويعا مضاعفا للشعب".
وقال رئيس المجلس الشيخ كاظم عبود الرباط، إن "المجلس الذي يضم العشرات من شيوخ العشائر نظم، بالأمس، تظاهرة سلمية احتجاجاً على قرار مجلس الوزراء الذي يقضي بإلغاء الحصة التموينية"، مبيناً أن "التظاهرة تؤسس لتظاهرات كبيرة ستشهدها المحافظة في الأيام القادمة ما لم تتراجع الحكومة عن قرارها الجائر".
بدوره، اعتبر نائب رئيس مجلس الأعيان الشيخ محمد الزيداوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الحكومة المركزية يجب أن تتراجع عن قرارها فوراً لأنه سيؤدي إلى تجويع وإذلال الشعب بشكل مضاعف"، معتبراً أن "المبالغ التعويضية لن تحل المشكلة لأن 15 ألف دينار بالكاد تؤمن حاجة الفرد إلى الغذاء لمدة يوم واحد".
من جانبه، ذكر رجل الدين والباحث الإسلامي المشارك في التظاهرة الشيخ علاء البصري في حديث تناقلته الـ"السومرية نيوز"، أن "حجب مفردات الحصة التموينية سيؤدي إلى تفاقم ظاهرة الفقر، وبالتالي خلق المزيد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية"، موضحاً أن "الدستور كفل للمواطنين حياة حرة وكريمة، والإسلام يؤكد على نفس الشيء، إلا أن الحكومة لم تلتزم بكل ذلك عندما أصدرت قرارها المفاجئ".
ودعا البصري الحكومة إلى "التراجع عن القرار وعدم تحميل المواطنين مسؤولية فشلها في مكافحة الفساد الإداري والمالي في وزارة التجارة"، مضيفاً أن "الحكومة يفترض أن تسعى في سبيل تحسين نوعية مفردات الحصة التموينية، فضلاً عن تقديم مبالغ مالية معها إلى المواطنين لأن العراق يمتلك موازنات سنوية هائلة".
وتضمنت التظاهرة التي احتشد المشاركون فيها أمام مقر الحكومة المحلية الذي يقع في مركز المدينة ترديد هتافات بنبرة غاضبة منها "كلا كلا لإلغاء الحصة التموينية، كلا كلا للظالمين"، وأيضاً "خير الشعب للشعب مو للحرامية"، فيما فرضت قوات مكافحة الشغب إجراءات مشددة حول المتظاهرين وعند مدخل الحكومة المحلية.
يذكر أن مجلس الوزراء قرر في جلسته الثامنة والأربعين التي عقدت، الثلاثاء (6 تشرين الثاني 2012)، استبدال البطاقة التموينية بمبالغ نقدية حددها بـ(15) ألف دينار لكل فرد، وقد لاقى القرار ردود فعل رافضة، حيث حذر رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، في (8 تشرين الثاني 2012)، من خطورة القرار، كما أبدى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الجمعة (9 تشرين الثاني 2012)، استغرابه واستهجانه لقرار إلغاء برنامج البطاقة التموينية واستبدالها ببدل نقدي، واعتذر للشعب عن تصويت من ينتمي له على القرار، بينما قدم المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي خمسة مقترحات للحكومة لإنجاح قرارها، كما شكك بإمكانية نجاح توزيع البدل النقدي على المواطنين.
كما طالب المرجع الديني السيد علي السيستاني، أمس الجمعة، بإعادة النظر بقرار إلغاء البطاقة التموينية، وحذر من تداعياته الخطيرة، وفيما تبنت معظم الحكومات المحلية في المحافظات مواقف رافضة للقرار فإن مجلس محافظة البصرة اكتفى بوصف القرار بـ"المفاجئ"، كما لم يتواجد أي من المسؤولين المحليين في موقع التظاهر لاستلام مطالب المتظاهرين.
ويعتمد العراقيون على ما تزوده بهم البطاقة التموينية في حياتهم اليومية منذ بدء الحصار الدولي على العراق في العام 1991 بعد حرب الكويت، وتشمل مفردات الحصة التموينية للفرد الواحد الرز، والطحين، والزيت النباتي، والسكر، والشاي، ومسحوق الغسيل، والصابون، والحليب المجفف(للكبار)، والحليب المجفف (للصغار)، والبقوليات كالعدس والفاصوليا و الحمص، وتقدر قيمة هذه المواد بالنسبة للفرد الواحد في السوق المحلية بنحو عشرة دولارات من دون احتساب حليب الأطفال، في حين يتم الحصول عليها عن طريق البطاقة التموينية بمبلغ 500 دينار فقط.