TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: مواسم زيادة المياه في الجنوب

قناطر: مواسم زيادة المياه في الجنوب

نشر في: 23 إبريل, 2019: 12:00 ص

 طالب عبد العزيز

استعادت البصرة الكثير من عافيتها بسبب السيول والزيادات المائية، وصورة شط العرب هي الاجمل اليوم، هنالك سعادة واضحة لدى السكان في رؤيتهم لمنظر الشط وقد امتلأ ماءً حلواً عذباً، مع وجود الخشية من تحول ذلك الى كارثة، إذ أن استعدادات الحكومة المحلية غير واضحة، في حالة وصول زيادة مائية وغير متوقعة.
بدا واضحاً أن الذين قالوا باهمية السد على شط العرب، كانوا على خطأ تماماً، فقد بينت السيول الفيضانية والزيادات المائية الكبيرة بأن أي سد على الشط، سيكون كارثيا على البصرة والجنوب بعامة. وهنا، أشهد بأن خبراء الري والمياه وأخص بالذكر(د. حسن الجنابي وعون عبد ذياب ورمضان البدران وغيرهم ) كانوا على حق، يوم وقفوا بالضد من فكرة بناء السد.
ولأن الموضوع ما زال قائماً بعد، والخشية من شح في اطلاقات المواسم القادمة قضية غير مستبعدة، فهذه الطبيعة تكون رطبة في سنوات وقد تكون قاسية جافة في سنوات أخر، لذا، سيكون اهمال نظم الري والاعتماد على جود الطبيعة والاتكال على الدول المجاورة جالباً للكارثة علينا لا محالة ذات يوم، وكانت تجربة الاعوام التي تلت العام 2009 قاسية عبر ألسنة الملح على البصرة ومكلفة في الاقتصاد والبيئة .
يبدو أن حكوماتنا الفدرالية والمحلية تعملان بالضغط والتفطين، وليس بالستراتيجيات والتخطيط، فما أن هدأت ثورة الجماهير المطالبة بالماء الحلو حتى هبت الحكومة تقترح وتعد وتحاول، لكنْ، ومع مرور الايام، وتمكنها من الغضب بالرصاص والرعب، اهملت قضية بناء محطات التحلية والتصفية ايضاً، فلا حديث اليوم عن عقود مع شركات أجنبية بشأن ذلك، ولم يشعر المواطن البصري بأي تغيير في شبكة الاسالة، اللهم إلا ما جادت الطبيعة به عليه، بعد انقشاع موجة الملح بفعل السيول والزيادات، التي أزاحت الملح ومخلفاته باتجاه البحر، لكن، السؤال يقول: هل ستظل الحكومة تعتمد على جود الطبيعة في حلولها، أم أنها تنتظر غضباً جديداً؟
ما تنعم به البصرة ومدن الجنوب من تحسن في نوعية المياه يجب أن يتوقف عنده المسؤولون الحكوميون، فذهاب الكميات الهائلة من المياه العذبة الى البحر قضية بحاجة الى تامل، والنقص الذي تعاني منه المدن الواقعة على نهر الفرات في الجنوب(السماوة والناصرية) بحاجة الى تأمل، إذا ما علمنا بان الفرات لم يعد متصلاً بدجلة عند نقطة القرنة، هو منبتر في جنوب الناصرية ويعاني من قلة في مياهه، أما أمكانية استحداث خزانات في بادية السماوة فأمر ممكن ايضاً، فخبراء الانواء الجوية يقولون بان السنوات القادمة ستشهد أجواء رطبة ماطرة وغزيرة الماء وهناك موجة فيضانات غير مسبوقة قد تتعرض لها المنطقة، وربما تكون مدن الجنوب العراقي هي الاكثر تضرراً جراء ذلك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram