TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: مكاسب المناصب القارية

كلمة صدق: مكاسب المناصب القارية

نشر في: 24 إبريل, 2019: 12:00 ص

 محمد حمدي

لعبت الاتحادات الدولية دوراً كبيراً في تطوير الرياضة حول العالم من خلال أعضائها المنتخبين، ولم تبق المناصب الإدارية داخل هذه الاتحادات حِكراً على قارة دون غيرها، ومع دخول العرب باب المنافسة ووصولهم إلى أعلى المناصب في الاتحادات العالمية تغيّرت خارطة الرياضة في بعض البلدان العربية التي ينتمي إليها هؤلاء ، وذلك من خلال تنظيم عدة بطولات عالمية فيها ، وكذلك استفادت بلدانهم من الخبرات الرياضية العالمية على مستوى التدريب والتحكيم وغيرهما ، ولكن برغم هذه الطفرات الرياضية العربية ، ولكنها ظلت محدّدة في عدد من البلدان دون غيرها.
ومن هذه البلدان العراق بالتأكيد فقد عانت الرياضة العراقية لفترات طويلة جداً من فقر ملموس على مستوى التمثيل الخارجي لشخصيات عراقية في المناصب الآسيوية القارية لتمثيلنا فيها في الوقت الذي قطعت فيه البلدان العربية الآسيوية شوطاً هائلاً في تسيّد الساحة الإدارية والتمتع بميزاتها الكبيرة التي أثمرت عن قفزات كبيرة لهذه البلدان على مستوى تضييف البطولات والتأثير في الرأي الرياضي الآسيوي.
ومع تنامي دور العراق لعدد محدد من الألعاب الفردية وبصورة أقل في الألعاب الجماعية بدأنا نسمع عن أنشطة ملحوظة في المجال الإقليمي كخطوة أولى تسبق الإنجاز وتجربة لا باس بها نحو الهدف الأسمى للوصول الى المكاتب التنفيذية أولاً في الاتحادات الآسيوية ، وبما يوازي مكان العراق وثقله على الساحة الرياضية فضلاً عن أن الانجاز الذي كسبناه ونرنوا إليه باجتهاد هو مكسب للرياضة العراقية قبل أن يكون مجداً شخصياً وسعة في عالم العلاقات العامة للشخص المعني ، وقد كانت الأعوام الثلاثة الأخيرة بوابة السعد والاجتهاد لهذا الوصول في اتحادات مهمة كان آخرها اتحاد الملاكمة وسبقه اتحاد كرة القدم بما ولّد موجة من الارتياح للشارع الرياضي بصورة عامة وأنباء سعيدة أتت الى الساحة في الوقت المناسب وسط عتمة الظلام الذي نعيشه اليوم كمؤسسات رياضية مختلفة بينها وعلى نفسها أيضاً في الداخل والخارج .
وفي الحديث عن معايير الترشح للمنصب وأهليته ، ندرك تماماً أهمية أن يكون الشخص المعني بالترشح صاحب نجاحات ملموسة، وله خبرته في العمل الإداري، وثقافته العامة كرياضي وإداري معاً، وأن يكون له حضوره الفعال وعلاقاته الجيدة على المستويين الداخلي والخارجي ، ومتحدثاً جيداً له القدرة على الاقناع والتطلع لما هو أبعد من منصب عضو المكتب التنفيذي ، وأن يتميز بالكفاءة العالية والشخصية القوية ، وبعد دراسة موقفه وأهليته ، بناء على علاقاته الخارجية، يتم السماح له بالترشح، وإذا كانت هذه المواصفات لا تنطبق عليه، يمنع من الإقدام على مثل هذه الخطوة وهو ما معمول به كنظام نمطي عالمي ، واعتقد جازماً أن الشخصيات الرياضية العراقية التي فرضت نفسها مؤهلة بحضورها الفاعل وليست تابعة لأحد أو إنها مجرد أرقام تكميلية فازت بدفع من الآخرين لإسقاط الفرض وضمان صوتها لما هو أبعد للآخرين على أن مقاسات ثوبها القاري لا تتعدى عضوية المكتب التنفيذي الآسيوي.
إننا ننظر الى الصورة بأنها زاهية وكانت في غاية الوضوح والاطمئنان باسم العراق ورياضته ومكانته وفرضت نفسها من قوة التأثير المباشر بمحورها ، وليس للحث الخارجي بأن تكون جسراً للآخرين، فالمسؤولية والنجاح باسم العراق لا يقبل المساومة أبداً وهذا أول الأمور الرئيسية والثاني هو أن نجاحاتها استمدت من عمق تأثيرها ونجاحها الداخلي في الاتحادات المحلية.
النجاح محلياً شرط أساس للتقدم إلى المناصب الخارجية ، وأن المرشح الإداري الفني يجب أن تكون له بصمة على صعيد النشاط الرياضي الذي يعمل به ، حتى يكون مؤهلاً للانتقال إلى الخارج فمن غير المعقول أن يكون رئيس الاتحاد أو مرشحه الى الآسيوي من غير الكفوئين داخلياً وإلا ما الحكمة من وراء الترشح أصلاً ؟!.
أخيراً لابد من القول ان النجاح العراقي المسجل في ميدان الاتحاد الآسيوي لابد ان يكون سببا لوصول العراق الى المناصب الدولية القارية بألعاب أخرى لم تعرف طعم التمثيل القاري بعد وكذلك علينا التفكير ملياً بالوصول الى ما هو أبعد من ذلك الى العالمية ورئاسة الاتحادات القارية والمنافسة عليها ايضا فرياضة العراق ومكانته تستحق افضل الدرجات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: اقفاص الأسد في يومها الأخير

العمود الثامن: تذكروا أنكم بشرٌ

العمود الثامن: دولة مدنية

العمود الثامن: كلمات إماراتية واطلالة عراقية

" البعث" بدِمشق وبَغْداد.. غساسنة ومناذرة

العمود الثامن: محاكم تفتيش نقابة المحاميين

 علي حسين ارتبط تاريخ نقابة المحاميين العراقيين ارتباطاً قوياً بأسماء كبار رجال القانون ، فكان اول من جلس على رئاسة كرسي النقابة ناجي السويدي الذي جاء من رئاسة الوزراء الى نقابة المحاميين ،...
علي حسين

باليت المدى: حين تتحول البنايات الى موسيقى

 ستار كاووش لم أتوقع بأني سأحب أعمال الفنان والمعماري النمساوي هاندرتفاسر (1928 - 2000) وأتعلق بأنجازاته الفريدة الى هذه الدرجة. فرغمَ أني كنتُ قد شاهدتُ له أعمالاً متفرقة هنا وهناك، لكن حين حصلتُ...
ستار كاووش

رسالة إلى دكتاتور: هذا ما حصل

د. أثير ناظم الجاسور هذه بعض كلمات إلى كل حاكم بغض النظر عن وجوده في اي مكان من هذا العالم العربي أراد ان يستخدم القوة فأفرط باستخدامها فظلم شعبه ونال من كرامتهم وحط من...
د. أثير ناظم الجاسور

التأثير السياسي التركي في سوريا بعد سقوط الأسد: الأهداف والاستراتيجيات

محمد علي الحيدري مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، برزت تركيا كأحد اللاعبين الرئيسيين المؤثرين في تشكيل مستقبل البلاد. خاصة وأن أنقرة طالما دعمت المعارضة السورية، وسعت إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.في...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram