TOP

جريدة المدى > محليات > تبادل الزهور طقس تنعشه الأعراف الاجتماعية في بغداد

تبادل الزهور طقس تنعشه الأعراف الاجتماعية في بغداد

نشر في: 10 نوفمبر, 2012: 08:00 م

يلقى اقتناء الزهور وإهداؤها في بغداد، إقبالاً كبيرًا، ويحرص الناس على التعامل من خلالها كهدية واعتبارها مقياس صداقة وتعبيراً عن ودّ ومحبة.
يقول صلاح محسن، صاحب محل لبيع الورود في بغداد , إن" الزهور البلاستيكية ما زالت سائدة، لكنها تنحسر مع مرور الأيام، لتحلّ محلها الزهور الطبيعية".
وأشار محسن في حديث لـ "المدى", إلى أن "بعض العراقيين بدأوا يهدون الزهور إلى المرضى الراقدين في المستشفيات أو عند الزيارات لبعضهم البعض، وهي عادة لم تكن متأصلة كثيرًا في المجتمع".
وأوضح أن "أغلب الزهور الطبيعية تصل من عمان وسوريا عن طريق النقل البري وهو ما كان متبعاً قبل التغيير,كنا نعتمد على عمان وسوريا وكذلك إيران عن طريق الكرد ليتم تجهيزنا بالزهور الطبيعية" .
 وأضاف "في الوقت الحاضر عملية نقل الزهور باتت تعترضها الكثير من المصاعب ،وبالتالي فان عملية التعامل بالزهور البلاستيكية قلت أكثر من السابق فضلاً عن عدم توفر الكهرباء بصورة مستمرة كلها عوامل تؤدي إلى تلف الزهور الصناعية ،وبالتالي فإننا فضلنا أن يكون التعامل بالزهور الطبيعية".
من جهته أكد وليد حنون, صاحب محل لبيع الزهور أن "بعض المتاجر موجودة منذ بداية خمسينات القرن الماضي".
وتابع "انحسرت الزهور عن المنظر العراقي اليومي طيلة عقود، واقتصر اقتناؤها على المؤسسات الحكومية القريبة من مراكز القرار والأغنياء، والسفارات الأجنبية" .
وأضاف "يشعر المرء اليوم بأن اقتناء الزهور يجد صدى جديدًا له"
لكن حنون لا يزال يبيع الزهور الاصطناعية أيضًا، بسبب الإقبال عليها.
ويقول إن هناك من الناس من لا يفرّق بين الورود الطبيعية والاصطناعية
ويتابع "اشعر بالالم حين يفضّل بعض الناس الزهور الاصطناعية على الطبيعية الخطوة الإيجابية في مجال تجارة الزهور بحسب حنون, هي ازدهار المشاتل العراقية، التي توفر أنواعًا جيدة من الزهور، بعدما كان الموجود في السوق يقتصر على المستورد من الدول المجاورة" .
منسقة زهور
أم زمن صاحبة محل الجمال في أحد أهم الساحات والمناطق في بغداد، استقبلتنا مبتسمة وهي منهمكة بتشكيل باقة من الزهور الطبيعية، وتقول "افتتحت محلي هذا منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، والى الآن أنا متمسكة بهذه المهنة وبمحلي الذي يعد أقدم المحال في المنطقة، بالرغم من بعض الصعوبات التي تواجهني إلا أنني لا أستطيع أن أتخيل نفسي بدون الزهور".
 وحول مدى إقبال الزبائن على اقتناء الزهور، تؤكد أم زمن، أن" زبائني اغلبهم تركوا البلاد، والقلة الباقية تصل نسبتهم إلى 1%" .
 وتضيف " أصبح من النادر أن نجد متذوقي أيام زمان ـ على حد تعبيرها ـ هناك من لا يفرق بين الزهور الطبيعية والصناعية، وهو اشد ما يؤلمني عندما أصادف خلال عملي هكذا أشخاص لا سيما وأن أغلب من يفد إلى محلي من هذه الشاكلة " .
 في هذا السياق، يعلق كرار حيدر صاحب محل الفردوس في منطقة الأعظمية،بالقول "لا يشك احد بان المواطن العراقي يحب الزهور, وبمجرد أن تحققت بعض التطورات الأمنية الايجابية في بغداد، فان الكثير من التقاطعات العامة ضمن الشوارع المزدحمة امتلأت بعناية ودقة بشتلات الزهور والنباتات التي تتطلب الشمس لنموها .
ويضيف "أن النباتات دائمة الخضرة والزهور بدأت تزين الحدائق الخاصة في المنازل، فضلا عن البيوت الزجاجية لخلق صورة مشابهة لصورة الطبيعة في تلك المنازل"
 شجرة ميلاد صناعية !!
ويتابع حيدر" أنا أبيع هذه الأشياء، وكان يشير بأصابع يده إلى شجرة عيد ميلاد صناعية بما تضم من أزهار توليت تم رصفها على الأغصان الصناعية بصورة متوازية ومتساوية حيث تم إنتاجها من القماش والبلاستك "  .
ويصف " يبدو البعض مبتهجا حيال هذه الأشجار الصناعية من أمثال أشجار النخيل البلاستيكية وأشجار الفواكه البلاستيكية وغيرها من الفواكه الصناعية مستدركا، "إني لا أحبها، لكني أجد نفسي مضطراً لجلبها إلى المحل " .
 ومنذ نحو السنتين، بدأ يشعر المواطن العراقي بالزهور من حوله، فقد بدأت بعض البلديات بزراعة الزهور والنباتات ونشر المساحات الخضراء على الطرقات في المدن .  كذلك تواجدت الزهور في المقابر ويحدث الأمر في مقابر بغداد، فقد بدأت ثقافة الزهور .
فقد اشترى أبو ثامر باقات من الزهور، ليضعها على قبر ابنه المتوفى منذ أربع سنوات. ويقول أبو ثامر"كان ولدي يحب الورود، وفي الفترة السابقة لم أكن أستطيع أن أضع الزهور على قبره، بسبب صعوبة الحصول عليها. أما اليوم فإن الأمر أمسى في غاية السهولة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

صحيفة عبرية: "إسرائيل" وأميركا يخشوّن أنصار الله كونها جهة يصعب التغلب عليها

الأنواء تحذر من رياح عالية في العراق

مقتل إعلامية لبنانية أمام المحكمة

لا حلول لـ"الشح".. العراق يلوح بـ"تدويل" أزمة المياه مع تركيا لزيادة حصصه

اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

كيف تصبح البيئة خصماً.. أثر التغيرات المناخية على صحة الأمهات
محليات

كيف تصبح البيئة خصماً.. أثر التغيرات المناخية على صحة الأمهات

 جنان السراي تحت شمسٍ ملتهبة، وفي قريةٍ صغيرة على أطراف الجنوب العراقي، كانت "أم علي" تجلس أمام كوخها المصنوع من الطين، تمسح عرقها المتصبب وهي تراقب أطفالها يلعبون حولها بأقدام حافية. كانت حاملاً...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram