TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تظاهرة "حزام العراق"

العمود الثامن: تظاهرة "حزام العراق"

نشر في: 1 مايو, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

الأخطر فى واقعة محاصرة قناة آسيا من قبل عشيرة السيد علي العلاق ليس أن أفراداً، ومعهم سياسي " مزمن " ، قرروا أن يكونوا هم الدولة وهم القانون، بل هو رد فعل الدولة متمثلة بجهاز الشرطة والمؤسسة القضائية على هذه الإزاحة المتعمدة للقانون .
والأخطر فى مهرجان الرمز "المقدس" علي العلاق، وقبله رموز ممنوع الاقتراب منها، ليس الاستهانة بالقانون، والتعدي على الإعلام، وإنما هو موقف الدولة من هذا الاستعراض العشائري وسط بغداد على مؤسسة إعلامية وجّهت نقداً لنائب سابق يتقاضى راتباً ضخماً، ويتولى عدد من أقاربه مناصب تنفيذية مهمة في الدولة منذ عام 2003 ، وحتى كتابة هذه السطور.
فى واقعة عشيرة علي العلاق، فقد كان هناك سؤال يطرحه المواطن باستمرار ، وهو يشاهد العلاق ضيفاً على معظم الفضائيات منذ 16 عاماً، سرّ العلاقة السحرية التي تربطه بمكتب رئيس الوزراء. كنتُ، أنا العبد الفقير لله، أظنّ أنها نتاج صداقة قديمة مع الجعفري والمالكي ومن بعدهم العبادي، إضافة إلى انتمائهم لحزب واحد، فنحن نراه في الحكومات الثلاث مدافعاً شرساً عن رئيس الوزراء، ما إن يخرج على إحدى الفضائيات حتى يبدأ "وصلة" الدفاع هذه، لكن حزب الدعوة ترك كرسي رئاسة الوزراء، فيما علي العلاق مايزال يحظى بلقب المقرّب جداً .
ومن فيديو تحويل الرؤوس الى منافض سجائر، الذي أداه ببراعة واثق البطاط، إلى فيديو عشيرة العلاق التي تعتبر الاقتراب من "رمزها" الذي اطلقت عليه لقب حزام العراق النائب السابق علي العلاق ، خطاً أحمر، يتكرر مشهد صمت أجهزة وزارة الداخلية أمام تجاوز القانون وإهانته فى وقائع جرت تحت بصر رجال الشرطة الذين اكتفوا بمحاولة تهدئة افراد العشيرة وهم يحاصر قناة آسيا ويتوعدون بسحق احد العاملين فيها ويطلقون الأهازيج، فيما كان أفراد من الشرطة يشاهدون الموقف ويمارسون دور الوسيط .
إن التعدي على مؤسسة قناة فضائية هنا ليس قضية تخص الإعلام فقط، بل هو فى المقام الأول تعدٍّ على القانون واستخفاف به، لذا حين يكون رد فعل المسؤولين عن حماية القانون والدفاع عنه ضد المتجاوزين هو " الطبطبة " ، فإنهم هنا يكونون مشاركين فى جريمة انتهاك القوانين والاعتداء على حقوق البشر، ويكونون رعاة للانفلات والفوضى، بدلاً من أن يكونوا حماة للقانون والمجتمع.
وطوال الوقت هناك أفراد أو مجموعات يعتبرون أنفسهم فوق القانون، أو هم القانون ذاته، ولذلك توصلت البشرية إلى اختراع اسمه أجهزة الأمن، التي تمنع المجتمع من التحول الى حالة الفوضى واللاقانون، وأعتقد أن السيد علي العلاق، وهو يحمل الجنسية الدنماركية ، لو قام بهذه الفعلة في الدنمارك ، لوجد نفسه وراء القضبان ، لكننا في العراق حيث السياسي مقدس والمواطن مهان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram