TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > منظمة دولية تساعد أمهات نازحات على تعلم حرفة لبناء حياتهن من جديد

منظمة دولية تساعد أمهات نازحات على تعلم حرفة لبناء حياتهن من جديد

نشر في: 4 مايو, 2019: 12:00 ص

 ترجمة حامد أحمد

منظمة ، أكشن اغينست هانغر Action Against Hunger أو التحرك ضد الجوع ، الدولية رصدت مخيم ، جامسكو ، للنازحين شمالي العراق لتنفذ فيه برنامجها التطوعي لصالح نزلاء المخيم من نازحين ومهجرين عراقيين يعانون الفقر وعدم وجود فرص عمل .
في معسكر جامسكو ، وهو مخيم يضم ما يقارب من 30 ألف عراقي أجبروا على الفرار من المعركة ضد داعش ، تصل درجات الحرارة فيه خلال الصيف الى معدلات عالية جدا تقارب الخمسين مئوية . نزلاء المخيم يصارعون الظروف بشكل لا يصدق يومياً من أجل إعادة بناء حياتهم رغم الواقع المر بكونهم متضررين نفسياً ومنفيين بعيداً عن بيوتهم .

في محاولة لتأسيس شعور بالاستقرار والحياة الطبيعية حاول نزلاء مخيم جامسكو خلق أشياء مقاربة جداً لما عهدوه في قراهم القديمة . في أحد الأزقة يقع هناك كشك للفاكهة والخضراوات أقيم بجانب خيمة مع منضدة مشتركة . وعلى بعد عدة خطوات أقيم هناك محل حلاقة وصالون تجميل إحدهما مقابل الآخر .
العثور على مصدر دخل يعتمد عليه في مخيم جامسكو يعتبر تحدياً كبيراً . وللمساعدة في ذلك أقامت منظمة ، التحرك ضد الجوع ، الدولية برنامج خلق فرص عمل للعاطلين يقوم بتحقيق هدفين : أولاً إنه يساعد أكثر النزلاء تضرراً على كسب المال ، ويساعدهم أيضاً التغلب على وضعهم النفسي واسترجاع الثقة بأنفسهم . أكثر المشاركين في هذا البرنامج من من الأمهات.
ويفسر ذلك ، أندريه بيغيو ، الذي يدير البرنامج بقوله " عندما تنجز هكذا نوع من مشروع عليك أن تأخذ بنظر الاعتبار الاحتياجات المختلفة للناس ، إنه لا يتعلق فقط باحتياجات ملحة مثل المال لبدء مشروع تجاري بل أيضاً ما يتعلق بتلبية الاحتياجات النفسية والعاطفية . بعد حدوث أزمة جميعنا بحاجة لدعم خاص لمواجه الصعوبات وبدء حياتنا من جديد ."
التدريبات تتباين وتتماشى مع السوق المحلي . من بين المشاركين في البرنامج هناك مصممة أزياء و مصففة شعر وخياطة ورئيس طباخين وعامل معجنات ومسؤول مخزن وعامل محل هواتف ومربي مواشي . العشرات باشروا التدريب على صنعة ، وأكثر من 100 باشروا بمشاريعهم التجارية الخاصة والتي اشتملت على صالونات تجميل ومطاعم وكل شيء ما بين ذلك .
سعدية 30 عاماً ، إحدى الأمهات النازحات مع أطفالها الستة ، تمكنت من فتح محل ملابس ، بوتيك ، في المخيم وذلك من خلال التدريب والدعم والمشورة النفسية التي تلقتها من منظمة ، التحرك ضد الجوع ، أكشن أغينست هانغر ، الدولية .
في خيمتها تتذكر الأوقات السعيدة قبل أن يتم إجبارها على الهروب من منطقتها ، وتقول " كنا قادرين على أن نبني بيتاً ، يعود الفضل في ذلك للمال الذي كان يكسبه زوجي . ولكن كل شيء تغير عندما سيطر تنظيم داعش على المنطقة ، لقد رأيت شريط فيديو مؤخراً لقريتنا في الموصل ، كان بيتي مدمراً بالكامل ، لم يبقَ شيء ." قالت وهي تمسك نفسها من البكاء .
ألحان ، وهي إحدى الاخصائيات النفسيات في منظمة التحرك ضد الجوع ، تتحدث بهدوء مع سعدية بلغة كردية مطمئنة أياها وتذكرها بالتقدم الذي أحرزته . عبر السنة الماضية كانت الحان تعمل مع سعدية لمساعدتها في مواجهة محنة تهجيرها وماضيها الأليم وفقدانها لزوجها الذي توفي بعد فترة قصيرة من هروبهم .
بعد وفاة زوجها وبقائها لوحدها مع أطفالها الستة وهي منكسرة نفسياً ، شعرت سعدية بالضياع . وأضافت بقولها " لم أكن أعرف ما علي أن أفعل لرعايتهم ، شعرت بالارهاق دوام الوقت لم أكن أذقْ الطعام ." وبالنهاية وجدت قوة في أطفالها وبدأت بمقاومة الظروف . " لقد رأيتهم متضررين من وضعي ، دون أن يرعاهم أحد غيري ، ثم حاولت أن أتحدى الظروف وأن أكون أقوى وأساعدهم أكثر ."
وبينما كانت ضمن مشورة المنظمة تلقت سعدية تدريب ونقود ودعم اشتمل على ماكنتي خياطة ومولدة . وقالت سعدية " كان هذا كل شيء احتاجه . لم اكن اتخيل يوما بانني ساحل على كل هذا . حياتي تغيرت بالكامل . قسم من زبائني هم جيران قدماء لم أرهم منذ سنوات . لقد اصبحنا أصدقاء ."
محلها يقع قرب خيمة العائلة فهو مليء بالألوان ، عكس بقية ما موجود في بقية المخيم الذي تسطع فيه الشمس ويعلوه التراب . الجو مليء بأصوات نقاش حيوي بين نساء يساومن على شراء ملابس من المحل . سعدية تتحرك وسطهم تعرض على زبائنا أنواع الملابس بضمنها ملابس أطفال . خلال ثلاثة أيام كسبت مالاً كافياً يساعد في تلبية احتياجات عائلتها لشهر كامل .
تقول عاملة المنظمة ، ألحان " هنا تكمن القوة الحقيقية لهذا المشروع : كثير من الأشخاص الذين كنا نقدم المشورة لهم تمكنوا من تجاوز أوضاعهم الصعبة جداً التي أثرت على قدرتهم لمزاولة حياتهم اليومية . الفضل يعود للدعم النفسي . نحن نشهد تحسناً كبيراً . أشعر بالسعادة أن أرى هذه التغيرات وهؤلاء النسوة المعتمدات على أنفسهم يحققن نجاح."
وقال مدير البرنامج ، اندريه بيغيو " العمل سوية يسبب تأثير على مستوى الفرد ويساعد في تعزيز التناغم الاجتماعي بين المكونات المختلفة . وبينما يبدأون حياتهم من جديد ، فكونك عضو فعال في المجتمع فهذا يعتبر أمر مهم . لاحظنا تحسناً كبيراً في استرجاع هؤلاء النسوة لثقتهن بانفسنهن ."
عن منظمة Action Against Hunger

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram