سامي عبد الحميد
في ندوة أقامها بيت المسرح في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين تمّ طرحُ عنوانها كالتالي (من الدراما تورجيه الى العرض المسرحي) ويبدو لي أن المحاضرين في تلك الندوة قد استخدموا اللفظة المغاربية (درامارتوجيه) بدلاً من المصطلح الانكليزي (دراماتورغ) الدراما تروغي هو دراسة كيفية المعنى المتولد في الدراما والعرض المسرحي . ويمكن فهم هذا المصطلح كخاصية أو ميزة ودور أو وظيفة . كخاصية فأنه يشير إلى كاتب مسرحي معين أو مسرحية معينة كأن يقال (دراماتورغي زولا او دراما تورغي بريخت) ويصف البنية الدرامية أو الأعراف المتبعة في العمل المسرحي ، وفعله وجنسه وتشخيصه والعناصر المستخدمة في الانتاج مثلاً الأزياء والمناظر والأضاءة ، ويفهم الدراماتورغي بهذه الطريقة بتقاطع مع النظرية الدرامية ويجب أن يشمل معرفة الفروق بين المراحل والحركات أو الأساليب وعليه يمكن استيعاب مصطلح (دراماتورغي) على أنه معمارية الحدث المسرحي المتضمن احتشاد مكونات العمل وكيفية بناءه بغية توليد المعنى وإيصاله إلى الجمهور ولكن مصطلح (دراماتورغي) لا يحتاج الإشارة إلى الأداء النصي فقط ، فقد يسري على الرقص أيضاً وعلى الطقس .
كدور يصف مصطلح (دراماتورغي) الشخص الذي يحمل عنوان (دراماتورغ) في برنامج العرض المسرحي أو في مؤسسة مسرحية وهو ذلك الشخص الذي لديه معرفة بالتاريخ والنظرية والممارسة المسرحية والذي يساعد المخرج والمصمم وكاتب المسرحية أو الممثل لأدراك مقاصدهم من الإنتاج المسرحي ويسمى (الدراماتورغ) أحياناً (المدير الأدبي أو المستشار الفني . ويمكن إنجاز مهمته بطرق متنوعة حيث يتحول دوره على وفق السياقات وهي في الغالب سيالة في اللغة الفرنسية الدراماتورج تعني الكاتب المسرحي ولكن حيث إن المهمة قد تطوّرت لذلك فإن وظيفته قد ابتعدت على تأليف الدراما.
من المسرح الغربي يعتبر مركز الدراماتورغ قد تحقق مع دراما تورغي ليسنغ في هامبورغ عام 1961 وفي بريطانيا فأن مصطلح الدراماتورغ قد ظهر خلال الستينيات من القرن العشرين وكذلك الحال في الولايات المتحدة الاميركية ، حيث تجدد الاهتمام في البرنامج الكلاسيكي والتوجه نحو أعمال جديدة مدفوعة بتطور الدراتورغي على أيادي كل من (جيرمي بروكس) مع فرقة شكسبير الملكية (ثاينان) مع فرقة المسرح الوطني الانكليزي ، وتأثير (يان كوت) على بيتر بروك وعمل (فرانسيس فيرغسون) مع مسرح المختبر الأميركي وساهمت كل تلك التوجهات في إحياء وتحديد الكلاسيكيات ، كانت المانيا سبّاقة في الاستفادة من مهمة الدراماتورغ حيث تمّ توظيفه في المسارح الدائمية ، وكان (بريخت) أحد المخرجين الذين استفادوا من وظيفته.
تشير مهمة الدراما تورغي إلى مجموعة من الأنشطة الضرورية للفن المسرحي وتشمل اختبار المادة اللازمة للانتاج المسرحي والتحضير له ومساعدة المنتجين والمخرجين والمصممين في هذا الشأن وتشمل مهمة الدراماتورغ أيضاً اختيار المسرحيات التي تقدمها الفرقة المسرحية في موسم معين ، والتعاون مع المخرج في إيجاد معالجة جديدة لمسرحيات قديمة كمسرحيات شكسبير . وكذلك مساعدة الكاتب المسرحي المعاصر في تطوير عمله وقد يحضر الدراماتورغ التمارين المسرحية ويساهم في التحليل والتفسير والنقد .