محمد حمدي
شكّل خروج الزوراء، ممثّلنا الوحيد في دوري الابطال الآسيوي، صدمة مدوية لدى الأوساط الجماهيرية ونحن نغادر بسيناريو حزين على أرضنا وبين جماهيرنا وبأداء أقل ما يقال عنه أنه ضعيف ولا يمت الى الزوراء العريق بصلة وصل. وتأكّد الخروج بعد فوز منافسنا النصر السعودي على الوصل الإماراتي ووصوله الى النقطة التاسعة خلف المتصدر ذوب آهن الإيراني الذي نجح في خطف نقطة ثمينة من ملعب كربلاء في الدقائق الأخيرة من المباراة.
وكما هو متوقّع بالضبط، فقد بدأت، ومنذ إعلان نهاية مباراة الزوراء وذوب آهن الإيراني في ملعب كربلاء الدولي ضمن تصفيات المجموعة الأولى لدوري الأبطال الآسيوي، بدأت الوكالات الخبرية ومواقع الأخبار الكبرى العزف والتعاطي على ما حصل في نهاية المباراة وتهويل الصورة الى حدود بعيدة وكأن في الأمر حجّة أو غاية نعلمها جميعاً ولا نريد مجرّد التفكير بها. ولا ننكر بطبيعة الحال ضعف التغطية الخاصة بأمن الملاعب في كربلاء وتهوّر بعض الأشخاص المحسوبين على جماهير الكرة لدينا، وكان الأجدر أن لا نخسر كل شيء في المباراة بعد أن فقدنا فرصة التأهل الى الدور الثاني رسمياً، خصوصاً وأن الفريق الضيف قد اختار ملعب كربلاء كأرض بديلة له لمواجهة نادي النصر السعودي بمعنى أن الإخفاق الفني الذي حصل داخل المستطيل الأخضر صاحبه إخفاق من نوع آخر في الإدارة وتأمين المباراة. وينبغي أن تكون هناك وقفة جادة للمسؤولين عن الملعب في وزارة الشباب والرياضة للاستحقاقات المقبلة، ونحن على أعتاب استضافات أخرى في بطولات غرب آسيا الكروية أو تصفيات مجموعتنا في بطولة شباب آسيا.
للإنصاف، وبعد أن هدأت النفوس واستوعبنا درس الخسارة المُرّة في البطولة الآسيوية الكبرى لابد أن نسجّل عدداً من النقاط التي كانت سبباً مباشراً في ارتباك البيت الزورائي وتعثّر الفريق بصورة عامة، ومنها أن الفريق واللاعبين تحديداً لم يتسلموا مستحقاتهم المادية منذ تتويجهم بدرع الدوري في الموسم الماضي أو الإيفاء بمستحقاتهم المادية خلال هذا الموسم الأمر الذي أسهم بتراجع مستواهم وهروب المدرب أيوب أوديشو تحت ضغط المطالبة بالحقوق المسلوبة، وضعف الإدارة التي لم تجد البديل المناسب لحلحلة الأزمة الخانقة مع وزارة النقل.
يضاف الى ذلك سبب آخر يتحمّله اتحاد الكرة بثقل الدوري الماراثوني وسوء الملاعب الذي اسهم باصابات كثيرة لدى اللاعبين، وهذه الميزة عانت منها جميع فرقنا بعد أن عجز الاتحاد عن علاجها بالمرة، ليظهر مفعولها سلبياً في نتائج المنافسات الخارجية وصعوبة تعويض اللاعبين المصابين الذين تجاوز عددهم نصف التشكيل الأساسي للفريق، فضلاً عن ضعف مستوى اللاعبين المحترفين في أنديتنا عامة والزوراء بشكل خاص، وهذه حقيقة ماثلة يعرفها القاصي والداني ولا يمكن تجاهلها أبداً، ولنقارن فقط بين محترفينا والآخرين المتواجدين في الدوري القطري والسعودي والإيراني على سبيل المثال لا الحصر.
أخيراً لابد من الإشارة الى فارق الخبرة والتصرّف الذي يميّز جميع الفرق الخارجية عنّا وثقافة اللاعب وتجربته، وهذا ناجم عن ضعف الإعداد البدني والنفسي للفرق بصورة عامة، وإن حاول أحد محاججتنا بدعوى أن فرقنا تخوض معسكرات خارجية في انطاليا التركية أو شرم الشيخ في مصر، فنقول إن هذه ليست بمعسكرات، بل هي جولات سياحية تستنزف الأموال والجهد البدني وتعود علينا بالضرر، وقد شخّصت كثيراً وليس من علاج يذكر لها.
لا أعتقد أن ثمّة اختلاف فيما اشرنا اليه وإذا أردنا التنافس الحقيقي فعلينا أن نحترف الإدارة والتخطيط والبناء ولا نستمر بالعيش في عالم رياضي تسوده الفوضى وتكثر فيه أمراض استعصى علاجها طويلاً!