علاء المفرجي
يختار مهرجان كان، مع كل دورة له جائزة السعفة الذهبية الشرفية والتي تمنح لممثل سينمائي استطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً من خلال أعماله، وتفوق في نيل تقدير جماهير الفن السابع. واختار منظمو دورة هذا العام أول من أمس في دورته 72 الممثل الفرنسي المعروف آلان ديلون البالغ من العمر 83 عاماً.
وتفاوت اختيار اسم ديلون الذي يعد أيقونة السينما الفرنسية، جائزة السعفة الذهبية الشرفية ، بين مرحب بهذا الاختيار ومستاء.. وقد أثير جدل واسع بهذا الشان ظل متواصلاً حتى بداية فعاليات المهرجان.
فبينما أشاد العديد من النقاد السينمائيين ووسائل الإعلام بهذا الاختيار، حيث يرون في اسمه، إنه يستحق ذلك بالنظر لما قدمه هذا الممثل على مدى أربعين عاماً للسينما الفرنسية والعالمية على السواء، لا سيما وإنه لم يسبق له أن توّج بالسعفة الذهبية بهذا المهرجان ذائع الصيت العالمي على غرار جوائز سينمائية أخرى.
لكنه أثار جملة من الانتقادات من قبل الجمعيات الحقوقية، التي تعتبره غير أهل لنيل هذه الجائزة، بسبب مجموعة من المواقف له عبر عنها علنياً عبر وسائل الإعلام سواء حول المرأة أو بخصوص المهاجرين، كما إنه أعلن دعمه في حملة انتخابية سابقة لحزب "التجمع الوطني" (الجبهة الوطنية سابقا)، المحسوب على اليمين المتطرّف.
ومع ذلك فان إهمال "كان" لديلون على مدى هذه السنين قد أغضبه كثيراً ، فقد كان يرفض في مناسبات سابقة حضور المهرجان، بسبب ما ظل يراه نوعاً من الحيف بحق أدوراه في السينما الفرنسية، حسب الكثير من المهتمين بالشأن السينمائي. ولكن تكريمه هذا العام بمنحه السعفة الذهبية الشرفية، أعاد الاعتبار له .
إدارة المهرجان من جهتها كانت قد دافعت عن هذا الاختيار واصفة ديلون "بالممثل الأسطوري وجزء من تاريخ كان"، ومعتبرة أنه "بعد جون بول بيلموندو وجون بيير ليو يبدو أنه من المُحرج عدم تكريم آلان ديلون"، ومؤكدة "بأنه سيحظى بهذا التتويج ليس لمواقفه، وإنما لتاريخه السينمائي وأدواره أمام الكاميرا، فيما لم يعلق حتى الآن الممثل الفرنسي على هذا الجدل."
وفي مقابلة اجرتها معه في وقت سابق مجلة باري ماتش لتنشر في عدد ممتاز احتفاء بمرور 60 عاماً على انطلاق المسيرة الفنية لألان ديلون وهو يحتفل ببلوغه 82 عاماً. قال ديلون كل شيء عن تخلي والديه عنه في طفولته المبكرة والمرارة التي تركها ذلك الحدث في نفسه كما تحدث عن مسيرته الفنية الطافحة بالنجاح والتألق والمعاناة أيضاً ولم ينس الحب فقال الكثير عن نسائه.
فقد تحدث عن حياته بصراحة ووضوح: “لن تضيف لي الحياة شيئاً مهماً عرفت كل شيء عشت كل شيء لكن خاصة كرهت هذا العصر تقيّأته”
ولد ألان ديلون في 8 تشرين الثاني 1935 في أحد ضواحي باريس (أوت دو سين)، وعاش طفولة مضطربة بسبب انفصال والديه وهو لا يتجاوز الرابعة من العمر. كان والده يدير قاعة سينما بينما كانت أمه تعمل في صيدلية قبل أن تقرر التفرغ لتربية طفلها ألان. وبعد انفصال الوالدين الذي صادف اندلاع الحرب العالمية الثانية، أودع ديلون لدى أسرة أخرى لتكفله، ثم عاش موزعاً بين والديه -اللذين أنشأ كل منهما عائلة جديدة- وهو ما طبع نفسيته بتعاسة ومعاناة دائمتين. اختار الجيش بعد أن فشل في الدراسة
بعد عودته من المشاركة في حرب الهند الصينية (فيتنام لاحقا) عام 1954 باعتباره جندي مظلات ضمن الجيش الفرنسي، جرب ديلون العمل في وظائف متواضعة قبل أن يرصده المنتجون ليقدم في عام 1957 أول أفلامه "أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان"، وبعدها فيلم "روكو وإخوته" عام 1960.