حاوره : يوسف المحمداوي - تصوير/ مهدي الخالدي في دار صديقه الذي يقيم فيه مؤقتاً بانتظار أموال عائلته التي صادرها النظام السابق، استقبلنا بكل تواضع ولطف وكما عهدناه بجرأة الطرح واتساع الرؤى، مسمياً الأشياء بمسمياتها غير آبه بردود أفعال الآخرين.. انه الكاتب والباحث والمهندس المعماري ضياء الشكرجي الذي استقبل (المدى)
مؤكداً لصفحة ضيف خميسها أن حزب الدعوة هو النسخة الشيعية لحركة الإخوان المسلمين، موضحاً أن الكثير من دعاة حزب الدعوة كانوا متأثرين جداً بأفكار وكتب سيد قطب والقيادات الفكرية لتلك الحركة، وبشأن هيمنة الإسلام السياسي على المشهد السياسي عزا الشكرجي ذلك الوجود وأسبابه لقيام الثورة الإسلامية في إيران، مضيفاً بأن القاعدة والأحزاب السنية المتطرفة الأخرى هي من إفرازات تلك الثورة، واتهم الشكرجي بعض الأحزاب الإسلامية بعدم إيمانها بالديمقراطية كأساس لبناء الدولة، لكنها أجبرت على تطبيق بعض آلياتها والدخول في العملية السياسية لكون البديل عنها أما نظاماً دكتاتورياً أو نظاماً ديمقراطياً يقصي الأحزاب الإسلامية، وفيما يلي نص الجزء الأول من الحوار الذي تناول فيه الإسلام السياسي وبداياته وسننشر لاحقاً الجزء الثاني الذي يتمحور حول المشهد السياسي.كنت بعثياً من هو ضياء الشكرجي؟- في البدء شكراً (للمدى) الجريدة التي أكن لها كل التقدير والاحترام ولم يأت هذا الشعور تجاهها جزافاً وإنما لكونها جريدة ذات وزن في جميع روافد الإبداع.. أنا من مواليد بغداد/ الكاظمية عام 1944 عشت طفولتي فيها ودخلت الابتدائية في منطقة العطيفية بعدها انتقلت الى مدرسة دجلة للبنين ثم أكملت دراستي المتوسطة في الكاظمية بعدها انتقلت الى إعدادية الشعب القسم الأدبي وكان الصف الخامس هو الصف المنتهي للإعدادية، ولكون اعمارنا في تلك الفترة كانت صغيرة كان لدينا رفض للنظام الملكي باعتبار، وحسب تفكيرنا انه عميل لبريطانيا والغرب، فكنا نكن لذلك النظام نوعاً من الكراهية وفرحنا جداً بعد حدوث ثورة 14/تموز/1958 وكانت ميولي مع التيار الذي يوالي الزعيم عبد الكريم قاسم وكنت قريباً جداً من ذلك التيار والشيوعيين الذين كانت لهم هيمنة واضحة في الكاظمية، ولأسباب قد يكون للعمر الأولوية في حدوثها ولكوني لم أبلغ سن الرشد السياسي، فضلاً عن ما أشيع عن الشيوعيين بأنهم ملحدون إضافة الى اعمال العنف التي نسبت لهم كقضايا السحل وغيرها وقد تكون صحيحة أو غير صحيحة لأني لم أرها أصلاً، وبعد مفاتحة أحد الأصدقاء لي تولدت لدي قناعة بالانتماء الى حزب البعث وعمري حينها كان (15) عاماً أي في عام 1960، واستمر وجودي فيه لغاية عام 1963.في داخلي نزعة يسارية تقول استمريت معهم لغاية 1963 أي مع قيام انقلاب شباط الأسود والمفترض كبعثي أن تكون أول المباركين له والاستمرار معه؟- لا أخفيك أنا فرحت في حينها ولكن للأمانة أقولها كنت في ذلك الوقت على الرغم من رفضي الانتماء لتيار اليسار لكن بقيت في داخلي نزعة يسارية لكونها تمثل الاتجاه الإنساني، ومع ذلك كانت قضية الاشتراكية والعدالة الاجتماعية وغيرها من الأمور كان يدعيها حزب البعث أيضاً لكونه حزباً اشتراكياً ويعد بالنسبة للتيارات القومية العربية تياراً يسارياً نسبة لحركة القوميين العرب الذين كانوا يعتبرون تياراً يمينياً، إضافة الى ذلك أنه استطاع أن يغير من رؤيته في قضية الاشتراكية العربية، وذكر في إحدى نشراته بأنه ليس هناك اشتراكية عربية وإنما هناك اشتراكية واحدة وهي الماركسية، وكذلك رؤيته في وحدة الأمة العربية وتاريخها ومجدها، بعد ذلك اكتشفت كم هو بائس ذلك التاريخ وكم هو دموي، ووفق تصوراتي في تلك المرحلة والشعارات التي يرفعها حزب البعث كوحدة الأمة العربية ومناداته بتحرير فلسطين، وغيرها من الشعارات، وسيادة العدالة الاجتماعية بتطبيق الاشتراكية، وفي تلك الفترة كان بيننا وبين الشيوعيين نزاع واضح على الرغم من كون بعضهم أصدقائي حتى أنهم كانوا يقولون (ضياء خوش ولد بس حيف بعثي).شاركت في الحرس القومي في فترة وجودك مع حزب البعث هل عملت كعنصر مع الحرس القومي؟- في تلك الفترة أي بعد شباط المشؤوم عام 1963 كنا نسمع ان هناك عمليات تعذيب للشيوعيين وكذلك حالات اغتصاب وكنا نطرح هذا الأمر باجتماعاتنا الحزبية فكان جواب المسؤول دائماً أنها مجرد إشاعات يطلقها أعداء الثورة، وبالنسبة للحرس القومي نعم اشتركت فيه وكنت ضمن عشرين بعثياً في موقع قرب مدرسة دجلة في الكاظمية وهذه المجموعة شبه مجمدة ولم تشترك بأي نشاط من نشاطات الحرس القومي، واستمر الأمر حتى حدوث مؤامرة والدي التي خططها في الخفاء من أجلي لغرض إخراجي من العرق الى ألمانيا فطلب مني مرافقة العائلة الى هناك، على الرغم من أن الامتحانات النهائية كانت على الأبواب، فضلاً عن وجود أحلام ومشاريع فنية كانت تربطني مع صديقي المخرج المبدع صلاح القصب الذي أتمنى أن التقي به، حيث أن طموحنا كان ان نشكل فرقة مسرحية، والحقيقة لم تكن لي رغبة في السفر لكن إرادة والدي هي التي حسمت الأمر، وسافرت مع العائلة الى ألمانيا وهناك بدأ والدي يرسم ويقرب لي فكرة البقاء وإكمال الدراسة هناك.جذوري وزوجتي إيرانية في أي فترة حدث ذلك وما الأسباب التي دعت ال
ضياء الشكرجي لــ المدى:لا مستقبل للأحزاب الإسلامية في العراق
نشر في: 28 إبريل, 2010: 06:58 م