يوسف المحمداويكثيرة هي اوجه التشابه مثلما هي اوجه الاختلاف بين بلدان العالم وشعوبها،فالهم الانساني وطبيعة التكوين البشري فضلا عن التقلبات التاريخية والطبيعية التي يمر بها العالم كلها متشابهة وتقترب في مضامينها وأشكالها.
ايسلندا تسيدت الاخبار العالمية على الرغم من عدم معرفة الكثيرين ببلد فيتشربطل العالم في الشطرنج، وتسيد تلك الجزيرة التي تقع في شمال المحيط الاطلسي جاء على خلفية ثورة بركانها الذي عزل اوروبا عن العالم.والقواسم المشتركة التي تربط العراق بهذاالبلد اهمها كونها بلد يعتمد النظام البرلماني في الحكم وفترة الدورة النيابية لها ايضا اربع سنوات،وثورة بركانها نرى فيه ملمحاً لتذكير بعض السحابات -عفوا- الكيانات المستقتلة على منصب رئاسة الوزراء،فسحابات بركانها جاءت بعد اسابيع من ثورة شعبنا البنفسجية في انتخابات آذار الماضي ومع ذلك نلاحظ الان نهاية سحابات ايسلندا مع استمرارية ضبابية مشهدنا السياسي،خاصة بعد قرارالهيئة التمييزية القاضي باعادة العد والفرز يدويا لصناديق الاقتراع في بغداد، واذا ماجاءت رياح النتائج عكس ما تشتهي سفن القوائم المتسابقة على منصب مالئ القوة وشاغل الناس، فستنبعث من بركان حمى التسابق الكثير من السحب،التي قد تفوق وبلاجدل كل الخسائرالتي تسبب بها بركان ايسلندا لشركات الطيران العالمية والبالغة ملياري دولار .وعلى الرغم من كون المبلغ خيالي اذا ماقورن بالخسارات التي نتكبدها اثر توقف الملاحة الجوية في مطار النجف اثر سحب دعائية متضاربة لم تضعنا على طاولة الوضوح في حقيقة ماحصل.لكن الملياري دولار غير خيالية ازاء الايغال بتأخير تشكيل الحكومة ما يعني تعويق العمل بالمشاريع الخدمية وبالاخص التي تقع على طاولة قيد الانجاز، بالاضافة الى غياب الدور الرقابي لعدم وجود البرلمان ما يترك الحبل على الغارب في مؤسسات الدولة التي تعاني اصلا من استفحال ظاهرة الفساد المالي والاداري.ومن تداعيات بركان ايسلندا منع العديد من رؤساء دول العالم عن المشاركة في تشييع جثمان رئيس بولندا الذي لقي حتفه بعد سقوط طائرته في روسيا،وهي ذات التداعيات التي خلفها بركان تسابق القوائم الفائزة ،حيث منع العديد من الساسة المتصارعين على المناصب من مواساة عوائل شهداء الجمعة الدامي في بغداد والرمادي، بل ان البعض منهم لم يكلف نفسه بشجب وادانة منفذي تلك الاعمال الاجرامية، والادهى من ذلك قام بعضهم بممارسة لعبة تسقيط الخصم بورقة الشهداء متهماً الحكومة والقوات الامنية بالتقصير، متناسياً تماماً وبقصد، الفعل البطولي لقواتنا الامنية بعد ان استطاعت ان توجه صفعة النهاية القريبة ان شاء الله لتنظيم القاعدة بعد ان اجتثت رموزه بصولة عراقية خالصة اجبرت نائب الرئيس الامريكي ان يقف امام العالم معترفا بقدرة قواتنا وجاهزيتها بعد تلك العملية البطولية.ومثلما منع رماد البركان رئيس وزراء النرويج من الوصول الى بلده بعد عودته من قمة واشنطن واجبرعلى البقاء في مدريد لتسيير امور بلاده من هناك،منع بركاننا الانتخابي بعض الشخصيات الخاسرة انتخابيا من العودة للوطن، ففضلوا البقاء في حواضنهم الحقيقية لاحياء من النتيجة،وانما تهرباً من تسديد ما بذممهم من اموال مستحقةلاصحاب شركات الاعلان التي تبنت دعاياتهم الاعلامية اثناء الحملة الانتخابية،بل ان هناك عدة دعاوى قضائية في المحاكم العراقية تتعلق بهذه المسألة. وختاما يتوجب علينا ان نعرج على صورتي تشابه أثارهما احد المواطنين الايسلنديين لصحيفة الغارديان حين قال:ان بريطانيا وأثناءالازمة المالية العالمية طلبت منا استرداد اموال رعاياها نقدا وتعني بالانكليزية (cash) فأضطرت ايسلندا اعطاءها الرماد ومعناه بالانكليزية(ash)وذلك لان حرف(c)غير موجود اصلا باللغة الايسلندية، وهذا ما يماثل وضعنا قبل الانتخابات وبعدها،فحين طلبت القوائم المتنافسة انتخابيا من المواطن المشاركة في الانتخابات،ذهب الى صناديق الاقتراع وقال لهم (نعم)، وبعد ظهور النتائج طالبهم ويطالبهم بضرورة تشكيل الحكومة،كان جوابهم له(نم) لأن حرف العين لايوجد في مصطلح (رئيس مجلس الوزراء)!.
فــــارزة: آيسلندا و العراق وما بينهما
نشر في: 28 إبريل, 2010: 07:59 م