سامي عبد الحميد
نجحت (دائرة السينما والمسرح) في إقامة مهرجان مسرحي لمناسبة الاحتفاء بيوم المسرح العالمي، وقد استضافت إدارة المهرجان ثلاث مسرحيات من انتاج فرق مسرحية عربية، لذلك كان بالإمكان استضافة مسرحيات عربية أخرى من مصر ومن سوريا ومن لبنان لكي يصبح عنوان المهرجان (مهرجان بغداد للمسرح العربي) وليس (أيام مسرحية عراقية) .وكان لهذا المهرجان إيجابيات كثيرة نسبة إلى سلبياته القليلة.
من ايجابيات المهرجان استضافة مسرحيات من تونس ومن المغرب ليتعرف المسرحي العراقي المستوى الفني والفكري للحركة المسرحية المتطورة في هذين البلدين العربيين وبالتالي مقارنتها مع حركة المسرح في العراق هذه الأيام .
ومن ايجابياته إقامة ندوات فكرية وأخرى نقدية لعروض المهرجان وبذلك يتم تنشيط البحث الفني وإحياء الحركة النقدية التي كادت تموت. ومن الايجابيات أيضاً استضافة عرض مسرحي من كردستان حيث لا يعرف الجمهور المسرحي في بغداد مدى تقدم الحركة المسرحية في الإقليم . ولعل أهم ايجابية للمهرجان هي طبع ونشر عدد من الكتب الخاصة بالفن المسرحي لمؤلفين عراقيين ، وهذه إسهامة طيبة من لدى إدارة دائرة السينما والمسرح في توسيع رقعة الثقافة المسرحية وإيصالها إلى المسرحيين الجدد الذين هم بأمس الحاجة إليها.
ومن سلبيات المهرجان نذكر أولاً غياب أعمال عدد من المخرجين الأكفاء أمثال محسن العزاوي وصلاح القصب وعقيل مهدي ، ونشعر بأن ذلك يحدث فراغاً في الساحة المسرحية العراقية. ومن السلبيات تقديم عروض مسرحية سبق أن قُدِمت وشاهدها الجمهور في بغداد وربما في بلاد أخرى وتم اغفال مسرحيات اخرى مقدمة سابقأ مثل (سبايا بغداد ) و(تقاسيم على الحياة) و(مسنون ظرفاء) و(اوفر بروفا) وكان من الأفضل أن تكون جميع المسرحيات المقدمة في المهرجان جديدة على الجمهور.
إن اقامة مهرجان مسرحي عراقي تشارك فيه عروض مسرحية عربية محاولة جادة لاثبات قدرة المسرحيين العراقيين على إدامة الحياة المسرحية رغم الصعوبات والعراقيل وفقر الحال ، وهنا لاندري مدى مساهمة وزارة الثقافة في إقامة المهرجان ، وهنا أيضاً لا بد أن نشيد بمجهودات المسرحيين العراقيين في محافظات الفرات الأوسط ومحافظات الجنوب فهي الأخرى تبرهن على إصرارهم على التوصل وعلى حبهم للفن المسرحي وإيمانهم برسالته النبيلة فتراهم يقيمون المهرجانات المسرحية المتنوعة كل عام فهناك على سبيل المثال مهرجان المسرح الاكاديمي ومهرجان المسرح الجامعي ومهرجان المسرح الحسيني الصغير ومهرجان المسرح التجريبي وغيرها.
لقد آن الأوان لأن تقدم وزارة الثقافة والآثار والسياحة على إعادة الحياة لمهرجان بغداد للمسرح العربي الذي يتطلع إليه المسرحون في البلاد العربية بكل شوق ويستذكرون أهمية وحسن تنظيمه والمستوى الرفيع للعروض المشاركة فيه وصار في مقدمة المهرجانات المسرحية العربية وبمصاف مهرجان القاهرة ومهرجان أيام قرطاج .