TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هل شاهدت حديث التمثال ؟

العمود الثامن: هل شاهدت حديث التمثال ؟

نشر في: 21 مايو, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

أحاول دائماً وأنا أنظر الى القنوات الفضائية وهي تتنقل بين عزة الشابندر، وعلي الأديب، ومن قبلهم محمد الكربولي ومشعان الجبوري، وبينهما "الزعيمة" حنان الفتلاوي، وقبل هذا وذاك تصريحات عالية نصيف التي تتناثر كل يوم في المواقع الإلكترونية، أن أسال نفسي: ترى الى متى يستمر التدفق المنظم لهذه التصريحات المضحكة والمخجلة؟
إذا لم يكن ما يجري مهزلة فكيف تكون المهزلة إذن؟ ماذا يعني أن تطالب حنان الفتلاوي الشعب السعودي بنصب تمثال لها في الرياض لأنها هي من جعلت المرأة السعودية تقود السيارة؟ وماذا يعني ان يتنقل عزة الشابندر من صفقة مشعان الجبوري الى صفقة خميس الخنجر؟ ما دمنا نعرف أن وراء هذه الصفقات ملايين الدولارات تتحول في حساب صاحب السبع لفّات عزة الشابندر.
إذا لم يكن هؤلاء متآمرون على تخلف العراق، فمن هو المتآمر إذن؟ وإذا لم نكن أفضل من الصومال وأفغانستان في البؤس والتخلف، فماذا سوف نحقق إذن؟ ، في وجود نماذج مثل عزة الشابندر وحنان الفتلاوي والتكنوقراط "ابو مازن"، فإن ثمة مؤامرة كبرى تقودها الإمبريالية من أجل أن لا نبني مستشفيات ولا مدارس، هكذا تفتقت عبقرية عزة الشابندر. ويا سيدي القارئ العزيز الذي تعيب على كاتب مثلي اصراره على ان يذكر القراء " بزعاطيط السياسة ، فلا يمكن لكاتب من لحم ودم أن يكتب عن همنغواي وماركيز، ويقرأ أن مسقط ماتزال المدينة التي تحمل رسائل أميركا الى طهران، وتستمع اليها طهران بانتباه.
من بين الكتب التي تستهويني كتاب وضعه كاتب غربي، متآمر أيضاً، عن سلطنة عمان، يخبرنا فيه أن قابوس عندما وصل الى السلطة، كانت البلاد على شفا حريق هائل: ثوار ظفار يرفعون السلاح، أطراف السلطنة تشتعل فيها انتفاضات مسلحة، فقد كان السلطان السابق سعيد يغلق بوابات العاصمة عند غروب الشمس، لا مستشفيات، ولا مدارس، ولا حتى شارع معبّد واحد، ممنوع أن يسمع المواطن إذاعة أو يقرأ جريدة في العلن !
ماذا فعل الابن، جعل قادة ظفار ضمن كبار طاقم الحكم الجديد، وأقام مصالحة مع الجميع، وفتح أبواب السلطنة أمام الرفاهية الاجتماعية. وعلى الرغم من أن عمان تفتقر الى الثروات الكبيرة مثل جيرانها، إلا أن الأمم المتحدة تعتبرها البلد الأفضل عالمياً في مجالي الصحة والتعليم .
سيهزّ القارئ يده حتماً ويقول: يارجل طلبنا منك أن تتحدث عن الكتب، فإذا بك تمتدح السلاطين. ياسيدي اعذر كاتباً مسكيناً مثلي مايزال يتوهّم أن المسؤول الحقيقي هو الذي يعمل من أجل الناس ويمضي عمره في العمل بهدوء، فيما يريد لنا اصحاب الفضائيات ان ننشغل بتمثال حنان الفتلاوي وصندوق عزة الشابندرالأسود.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram