أشارت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية إلى ما سمتها "الحرب الأهلية" التي تعصف بسوريا، وإلى استمرار المعاناة التي يواجهها اللاجئون السوريون في الداخل والخارج، وقالت إن ثمة لاجئين سوريين إلى إقليم كردستان العراق أعربوا عن عزمهم عدم العودة إلى بلادهم.
وأوضحت أن كردستان العراق باتت "تمنح الأمل" للعائلات السورية التي تفر من بلادها هربا من جحيم الحرب الأهلية والاقتصاد المنهار، مشيرة إلى أن إحدى السوريات اللاجئات وعلى عكس الآخرين ترفض العودة إلى بلادها.
وأعربت اللاجئة السورية لينا محمد (27 عاما) بالقول إنها لا ترغب بالعودة إلى سوريا، فهي تقيم في بيت في مخيم أقيم للاجئين السوريين في مخيم دوميز في دهوك بالعراق.
وأضافت الصحيفة أن هذه العائلة السورية أنفقت ما يقرب من ثلاثة آلاف دولار وأقامت غرفة متواضعة ولكنها مريحة في المخيم، وهي مزودة بالكهرباء والماء وجهاز لتكييف الهواء وصحن هوائي لتلقي البث التلفزيوني.
وقالت الصحيفة إنه في حين يشكو اللاجئون السوريون في بعض المخيمات بتركيا من كونهم "سجناء" داخل المخيم، فإن اللاجئين السوريين إلى كردستان العراق يعيشون شكلا من أشكال الحرية والحياة العادية.
وأما زوج اللاجئة السورية لينا، فوجد عملا كنجار في دهوك، وتؤكد لينا على عدم الرغبة في العودة إلى سوريا، وذلك لأنه من الصعب أن يجد زوجها عملا في البلاد الملتهبة بالصراعات.
وأوضحت الصحيفة أن العنف منتشر في المدن والبلدات الكردية في سوريا، وأن حالها كحال بقية المدن والبلدات السورية. ويقول مدير مخيم دوميز في دهوك بكردستان العراق نياز نوري محمد إنه يصل إلى المخيم ما بين 250 لاجئا و600 لاجئ سوري بشكل يومي، مضيفا أن المخيم يضم حتى الآن قرابة ثلاثين ألفا من اللاجئين السوريين القادمين من مناطق كردية في حلب أو من حمص أو من المناطق الحدودية.
كما أشارت الصحيفة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة والمعاناة التي تواجه السوريين بشكل عام، في ظل استمرار الأزمة السورية المتفاقمة منذ نحو عشرين شهرا. وفي سياق متصل زار مبعوث وزارة الخارجية السويدية الخاص بملف المعارضة السورية جان تيس ليف، دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الاقليم، وكان في استقباله فلاح مصطفى مسؤول الدائرة.
و أعرب جان تيس ليف خلال اللقاء عن سعادته لهذه الزيارة إلى إقليم كردستان والتي تعتبر الأولى من نوعها، معرباً عن إعجابه بمدى التقدم والازدهار الذي يشهده الإقليم، مشيراً في الوقت نفسه بأوضاع اللاجئين السوريين في مخيم دوميز في محافظة دهوك، وقال:لا شك أن وجود أكثر من 40000 لاجئ سوري في إقليم كردستان سيكون له تأثيراته على دول الجوار وخاصة إقليم كردستان". وقال أنه تلمس خلال زيارته إلى المخيم المذكور إلى حقيقة أن هؤلاء اللاجئين يحتاجون إلى مساعدات أكثر ويجب توفير الخدمات لهم لأنهم يعيشون في ظروف قاسية.
وأوضح فلاح مصطفى خلال الجلسة موقف حكومة إقليم كردستان بخصوص الأزمة السورية المعقدة، داعياً المجتمع الدولي إلى نجدة الشعب السوري وبذل المزيد من الجهود لتخفيف آلامه وخلاصه من هذه المحنة التي يمر بها. كما سلط الضوء في الوقت نفسه على مساعي وجهود حكومة إقليم كردستان في مجال تقديم المساعدات والدعم اللوجستي وتوفير المستلزمات الضرورية للاجئين بالتعاون والتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة. وأشار في الوقت نفسه إلى برامج حكومة الاقليم في دعم ومساعدة اللاجئين السوريين، كما دعا المجتمع الدولي أيضاً لدعم هؤلاء اللاجئين في إقليم كردستان.