TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > فصول من: الكتب في حياتي لـ (هنري ميللر)

فصول من: الكتب في حياتي لـ (هنري ميللر)

نشر في: 1 مايو, 2010: 04:29 م

( 1-2)ترجمة: ياسين طه حافظغاية هذا الكتاب، الذي قد يستغرق مجلدات في السنوات القادمة، هي أن أتتبع قصة حياتي. انه كتاب يقدم الكتب بوصفها خبرة أساسية موحية. هو ليست دراسة نقدية ولا يتضمن برنامجاً لتربية النفس. واحدة من نتائج اختبار النفس، هي ما يصل إليها الكتاب. انها الايمان الثابت بأن تكون قراءة المرء أقل واقل وليس اكثر واكثر. وكما تكشف نظرة الى قائمة الكتب في نهاية الكتاب،
 فأنا باحث ليست له الحماسة للكتب، حماسة المثقف جداً. مع ذلك ومن دون شك، ما قرأته يظل اكثر مما قرأته لفائدتي. خمس الناس فقط هم قرّاء الكتب في امريكا. كما يقولون. وحتى هذا العدد الصغير يقرأون اكثر مما يلزم. نادراً ما يعيشون حياتهم بحكمة و امتلاء.هنالك دائماً كتب ثورية مغيرّة، كما يعبّرون. هي كتب موحاة وموحية. وهي كتب قليلة ومتباعدة طبعاً. يكون الانسان محظوظاً إذا حظي بعدد قليل من هذه الكتب في حياته. علماًبان هذه الكتب هي ليست تلك التي تغزو عموم الناس. انها الذخيرة المُخَبّأة التي تغذّي ناساً أقل موهبة لكنهم يعرفون كيف يميلون لانسان في الشارع. الحجم الكبير للادب في الشارع، هو من أوصل لي هذه الفكرة. المسألة التي لا تُحَلّ – يا للعجب! هي الى أي مدى سيكون هذا الكتاب فاعلاً ليستر الكمّ المنهال من العلف الرخيص؟ الشيء الوحيد الاكيد اليوم هو أن الأُميّ ليس هو الأقل ثقافةً بيننا.ان كانت المعرفة او الحكمة هما ما نبحث عنه فالافضل ان نتجه مباشرة الى مصادرهما مباشرة. وهنا لايكون المصدر هو الدارس أو الفيلسوف ولا الاستاذ ولا القديس أو المعلم، بل هو الحياة نفسها. تجربة الحياة المباشرة .. الشيء نفسه بالنسبة للفن. هنا أيضاً يمكن ان نعفي "الاساتذة". حين اقول الحياة فأنا، للتأكيد، احمل في ذهني نوعاً آخر من الحياة غير التي نعرفها اليوم. احمل في ذهني نوع الحياة التي تحدث عنها د.هـ. لورنس في Estrucan Places  أو تلك التي تحدث عنها هنري آدمز "حين حكمت العذراء عالم البراءة".في هذا العصر الذي نعتقد فيه بان هناك منفذاً قصيراً الى كل شيء، يكون الدرس الاعظم الذي يجب تعلمه هو ان اصعب الطرق في السباق الطويل، هو الأسهل. كل ما قُدِّّمَ في كتب، كل تلك التي بدت حيوية جداً ومقنعة، انما هي بعض ضئيل مما بمقدور أي شخص ان يستفي منها. كل نطرياتنا في التربية تقوم على فكرة غامضة تقول اننا يجب ان نتعلم السباحة على الارض قبل النزول الى الماء. هذه الفكرة او النظرية تُطبّق على الفنون مثلما تطبق على المعرفة. الناس ما يزالون يُعَلمَّون كيف يبدعون من دراسة اعمال الآخرين. او ان يرسموا خططاً او تخطيطات لا لكي تتجسّد. يُعلّمون الكتابة في الصفوف المدرسية بدلاً من ان يُعلّموها في زحام الحياة. ما يزال الطلبة يُعْطَون نماذج يُفْتَرَض انها تلائم  كلّ مزاج وكل ذكاء. فلاعجب إذن اننا ننتج مهندسين وخبراء صناعيين افضل مما ننتج حتى رسامين. اعتبر مواجهاتي للكتب شبيهة بمواجهاتي لظواهر الحياة الأخرى أو للفكر.كل المواجهات مختلطة الأشكال وليست منفصلة. بهذا المعنى، وهذا المعنى فقط، تكون الكتب بعضاً من الحياة كما هي الأشجار والنجوم أو الروث! ليس لي خلاف مع الكتب لذاتها كما اني لا أضع المؤلفين في أي مرتبة أخرى متميزة. هم مثل بقية البشر، لا أفضل ولا أسوأ. أنهم يستثمرون القوى التي وُهِبوا مثل أي نمط آخر من البشر. وإذا دافعت عنهم الآن ومن بعد، بوصفهم طبقة- فلأنهم لم يحققوا المكانة والتقدير اللذين يستحقونهما. العظماء منهم غالباً أكباش فداء.فلأنظر الى نفسي وقد كنت قارئاً احب رؤية انسان يشق طريقه خلال غابة، ولم يكن هدفي العيش في غابة- انما للخروج منها! قناعتي الثابتة بألاّ ضرورة للعيش في غابة الكتب هذه. الحياة غابة كافية. غابة حقيقية جداً ومتنوّرة جداً، وهذا اقل ما يقال فيها. ولكنك قد تسأل: ألا يمكن أن تكون الكتب عوناً، تكون دليلاً لشقّ طريقنا خلال الادغال؟ قال نابليون "لا تبتعدوا كثيراً حتى تعرفوا الى اين""Nira pas lion celui qui sait dlavance ou it veut allen  غاية هذا العمل الأولى هو ايجاد ملاذ حيث الحاجة الى الملاذ. ومهمتي، اعلم سلفاً مستحيلة التحقيق لكنني انزل على ركبتي لأشكر كل عشبة وان ارفع رأسها. ما يستهويني في هذا العمل اللامجدي هو حقيقة اننا عموماً نعرف القليل جداً عن المؤثرات التي تشكل حياة الكاتب وعمله. الناقد في أفكاره المتباهية وصولجانه يحرِف الصورة الحقيقية الى ما وراء أي ادراك. والمؤلف مهما رأى نفسه صادقاً، فهو لا مناص قد اعطى الصورة غير شكلها. هي تأتي منه متنِكرّة. والسيكولوجي ببعده الواحد في النظر الى الاشياء، لا يقول اكثر مما يعمّق الغموض. وأنا، مؤلِفّاَ، لا ارى نفسي استثناءً من القاعدة. انا أيضاً أأثمُ في التغيير والتحريف. وفي تغيير مظهر الحقائق- إن كانت هناك "حقائق". لقد انتهى جهد الوعي بالنسبة لي إلى خطأ في الجانب الآخر. بينما أنا في جانب الالهام إذا لم اكن دائما في جانب الجمال، الحقيقة، الحكمة، الانسجام والكمال. بهذه أكون دائم التطور. في عملي هذا اقدم قائمة بيانات طازجة لكي تُحلَّل وتُحاكمَ أو تُقْبَل ويتَمتّع بها لاجل المتعة حسب. طبيعي انا لا أستطيع الكتابة عن جميع الكتب التي قرأت ولا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram