TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > 10 كتب هزت العالم

10 كتب هزت العالم

نشر في: 1 مايو, 2010: 04:34 م

2- ثروة الامم - آدم سميثابدت الكتب قوة هائلة من اجل الخير ومن اجل الشر طوال التاريخ المسجل للجنس البشري .. في هذه الصفحات سنقدم مناقشة لعشرة كتب كان لها تاثير في التاريخ والاقتصاد والثقافة والعلوم من عصر النهضة الى يومنا هذا  انها كتب بالغة القوة نقدمها في ملحق اوراق والكتب من اختيار الدكتور روبرت داونز الرئيس السابق للمكتبة الوطنية الامريكية يبين بوضوح ذلك النفوذ الواسع للكتاب،
 كتاب داونز صدر في الخمسينيات من القرن الماضي اراد فيه المؤلف ان يقدم عرضا مثيرا للكتب من عدة عصور تبين القوة الهائلة للكلمة المطبوعة واثرها في التقدم البشري.ظهر في لندن كتاب كتاب قدر له ان يحدث رد فعل عميق في مجال آخر من مجالات النشاط البشري ، وعلى نقيض كتيب بين الملهب للمشاعر، كانت رسالة آدم سميث الطويلة، ذات المجلدين بعنوان "تساؤل عن طبيعة واسباب ثروة الامم". قنبلة زمنية، جذبت قليلا من الانتباه في اول الامر، والواقع ان هذا المؤلف لم ينجح في احداث الاثر المرجو كاملا، الا في القرن التالي لموت مؤلفه بعد الثورة الاميركية، وكانت الثورة اافرنسية في طور التدبير، وتقدم الانقلاب الصناعي بسرعة مدفوعا الى الامام باكتشاف قوة البخار.وقد وصف احد المعلقين الحقبة الماضي بانها "العصور المظلمة للعصر الحديث" وفي انكلترا ، كان كل مظهر من مظاهر الحياة الاقتصادية تحت المراقبة الدقيقة للحكومة. جمدت الاسعار وحددت الاجور وساعات العمل، وعدل الانتاج، وسيطرت الدولة تماما على التجارة الخارجية من واردات وصادرات، وتكاد الحرب تكون موجودة باستمرار، فتتطلب السياسة القومية جيشا وبحرية قويين، وشعبا ضخما، والاستيلاء على المستعمرات في جميع بقاع الارض، واضعاف الدول المنافسة مثل فرنسا بالطرق الطيبة او الشريرة. ولقى كل اقتراح لتوزيع الثروة بالعدل ، معارضة عنيفة من الطبقات الحاكمة، وانتصر التعليم على القلة المحبوة، وكانت القوانين الجنائية بالغة القسوة والحقوق السياسية لجمهور موجودة نظريا اكثر منها عمليا. وكما كانت الحال لعدة اجيالن ما زالت تملك الاريستوقراطية القائمة قابضة على زمام الحكومة، غير انه قامت طبقة جديدة قوية من التجار والصناع، تطالب بامتيازات خاصة لانفسها. فحصلت عليها، كانت الصادرات في نظر هذه الفئة نعما، والواردات كوارث، ويجب الا يسمح للاموال بمغادرة الدولة. يجب الاحتفاظ دائما بميزان تجاري مرموق، يجب ان ان تكون اجور العمل منخفضة وساعاته طويلة، ويجب حماية الصناعات الوطنية بتعريفة كمركية عالية، ومن الضروري امتلاك اسطول تجاري قوي، وفرض كل اجراء من شأنه ان يساعد التجار تلقائيا، وذلك لفائدة الامة ككل، وتحت ضغط الاصوات القوية اصدر البرلمان قرارا بتحويل جميع هذه المقترحات الى قوانين. بعد ذلك جاء آدم سميث معتزماً نصف ما اعتبره اراء خطأ وضارة، وينكن اعتبار حياة رجولة سميث حتى هذه المرحلة اعدادا للعمل الضخم الذي وطد نفسه للقيام به، كان مواطنا اسكتلنديا التحق في الرابعة عشرة من عمره عام 1737 بجامعة غلاسكو حيث وقع تحت نفوذ استاذه العظيم فرنسيس هتشسون الذي كثيرا ما كان يكرر مذهبه "السعادة العظمى للعدد الاعظم" حتى صار ذلك المذهب، فلسفة سميث الدائمة، و بعد ذلك ذهب الى  جامعة اكسفورد، حيث بقى ست سنوات كرس معظم وقته فيها لقراءة الادب على مدى اوسع، ولما عاد الى اسكتلندا اخذ يلقي المحاضرات في ادنبره، حتى عام 1751 عندما عين اولا استاذ لكرسي علم المنطق ثم الميتافيزيقيا ثم اخيرا الفلسفة الاخلاقية في جامعة غلاسكو، ظل مدة اثنتي عشرة عاما يعمل محاضرا موهوبا ذائع الصيت،وزدات شهرته عندما نشر كتابه "نظرية العواطف الاخلاقية" الذي لقى رواجا عظيما، وهو مؤلف اعتبره معاصروه افضل من ثروة الامم، واذا اغرته المكافآت المالية السخية، استقال من منصبه كاستاذ ليصاحب احد الشبان النبلاء كرفيق ومدرس، في رحلة الى اوروبا تستغرق ثلاث سنوات. وهناك تعرف على رواد الاقتصاد والفلاسفة والمفكرين السياسيين لذلك العصر، ولاسيما في فرنسا. وفي عام 1759 تضمنت مذكرات سميث فكرة ثروة الامم ولكن العمل فيه سار ببطء الى ان اتى ثمرته، فاستغرق سنوات من التأمل والدراسة والقراءة والملاحظات المبدئية والتحدث الى اناس من مختلف المشارب في الحاة، ومراجعات لاتنتهي قبل ان يعد هذا المؤلف للطبع. وقبل نشر هذا الكتاب قضى سميث معظم ثلاث سنوات في لندن حيث ناقش كتابه هذا مع بنيامين فرانكلين مندوب المستعمرات الاميركي ، ولم يخرج ذلك الكتاب من المطبعة الا في التاسع من مدارس عام 1776 ، ومنذ ذلك التاريخ طبع منه طبعات عدة، وترجم الى معظم اللغات الحية في العالم. كان كتاب ثروة الامم دائرة معارف اكثر منه مجرد رسالة في الاقتصاد، واطلق عليه احد النقاد اسم تاريخ ونقد جميع الحضارات الاوروبية، بدأ سميث بمناقشة موضوع تقسيم العمل، ثم عرج على نشأة النقود وفائدتها، واسعار السلع، واجور العمل وارباح التجارة وايجار الارض، وقيمة الفضة، والفرق بين العمل المنتج وغير المنتج، بعد ذلك شرح التقدم الاقتصادي في اوروبا منذ سقوط الامبراطورية الرومانية، وقام بتحليلات واسعة لنقد السياسات التجارية والاستعمارية للامم الاوروبية، ودخل الملك، ومختلف طرق الدفاع عن العدل، واقامته في المجتمعات البدائية،

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram