TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العنوان واحد "الكفيشي"

العمود الثامن: العنوان واحد "الكفيشي"

نشر في: 28 مايو, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

منذ أن قرر السيد إبراهيم الجعفري عام 2006 أن يهدي سيفاً ذهبياً لوزير دفاع أميركا آنذاك دونالد رامسفيلد، ونحن نعيش شيئاً أقرب الى الكوميديا السوداء في خطابات المسؤولين العراقيين عن أميركا. ذلك أن إبراهيم الجعفري يوم أهدى السيف كان رئيساً للوزراء وأميناً عاماً لحزب الدعوة. بعدها سنجد أمين عام حزب الدعوة الجديد نوري المالكي يقف وسط قاعة الكونغرس الأميركي يشكر الأميركان لأنهم ساهموا مع العراقيين في تحرير العراق من النظام الدكتاتوري.. ويمكن لمن يشك في نزاهة جنابي أن يذهب الى موقع اليوتيوب ليجد الخطبة كاملة مع تصفيق حار من أعضاء الكونغرس. سيقول قارئ عزيز: يارجل لماذا تتمسك بهواية تقليب الدفاتر القديمة، والناس مشغولة البال بمصير مهندس بغداد وباني عمرانها نعيم عبعوب ، الذي تقول الأخبار إنه اعتقل على الحدود السورية اللبنانية، وقد كان يسعى لتطوير هذه المنطقة العربية .
ياسادة، كنت سأسدل ستار النسيان على ما فعله الجعفري، وما قاله المالكي، لولا صرخات خطيب حزب الدعوة عامر الكفيشي الذي دائماً ما يفاجئ جمهورة بتقليعة جديدة. فبعد أن حاول الترويج لبضاعة منتهية الصلاحية شعارها "الدولة المدنية كفر وإلحاد"، ظهر من جديد، وهذه المرة يطالب بغلق السفارة الأميركية ، وكما تعرفون كتبت في هذه الزاوية أكثر من مقال عن "محاسن" الكفيشي ودوره في تنمية "الثرثرة" الوطنية، والتي دائماً ما يعاني أصحابها من مرض الانفصال عن الواقع، فتراهم يراهنون على أن العراقيين لايمتلكون ذاكرة تحفظ الوقائع والتواريخ، وكيف أن قادة في حزب الدعوة لاينامون قبل أن يتسامروا مع السفير الأميركي في بغداد.
هل انتهت فصول الكوميديا العراقية لهذا اليوم؟ بالتاكيد لا يوجد خبر يمكن أن ينافس خبر صاحب نظرية الزرق ورق، لكن ساستنا ومعهم بعض أصحاب "المحاليل" السياسية، لايريدون أن يغادروا الخشبة، يبدأون بكذبة وينتهون بمهزلة، وغالباً ما تكون من عيّنة ما قاله السيد وفيق السامرائي من أن ترامب ترجّى العراقيين أن يسمحوا له بلقاء الرئيس الإيراني روحاني في بغداد. طبعاً لا أحد ينكر أن السيد وفيق السامرائي يتمتع بقدرات متميزة في إشاعة روح الدعابة، مثلما تمتّع وما يزال ، بخفّة ورشاقة ، تتيح له القفز من حال الى حال .
سيقول البعض: ماذا تريدُ أن تقول ،هل نصفّق للمحتل الأميركي ؟ لا ياسادة، الذين صفقوا للأميركان عام 2003 ومنحوهم السيوف ووقفوا تحت قبة الكونغرس الأميركي يقدمون الشكر، هم لاغيرهم من يشتمون الأميركان اليوم في الفضائيات، ولا تصدقوا أنها صحوة ضمير، بل تغيير في بوصلة المصالح والأرباح .. أما المواطن المسكين، فهو الخاسر الوحيد الذي يجبر على أن يشاهد مأساة توهم انها كوميديا والعنوان واحد " الكفيشي " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram