صلاح نيازي1- مناجاة ابن زريق:أنا آبنُ زريْقلي معشوقةٌ ببغداد، آيةٌ بين المعشوقاتليّنة كعودٍ أخضر، وتقف بانتصابٍ كالبانبنضارة شجرةٍ طارّة.
                    يصلُ طولُها إلى كتفينمشي كحمامتيْن-الذكر أعلى من الأنثى دائماً-حين أرفعُها قليلاً، ويصبح فمُها بمستوى فميتهنأُ كطفلةٍ سعيدةٍ، وسعادتي لا تُحَدُّ"أبلغ أقصى حالات الولاية"(1)القبلة تدغدغُها، ويصير تنفّسُها لهاثاًحين تبتسم يشعّ وجهُها بألذِّ نورنتحاضن بارتباك دائماً، ونرتجفكأنّنا نتحاضن للمرّة الأولىrnالكورس:التجربةُ الأولى آنبهارٌ صاعقلذّتُها لا تُنسى لأنّها لم تكتملْفي العشق الحقيقي،                      كلّ تجربةٍ : تجربةٌ أولىالتجربةُ الأولى ناقصةٌ بالضرورةبنقصها تبلغُ كمال َ لذّتهاrnآبن زريق:أنا آبنُ زريْق من سَكَنةِ الكرخفوق باب بيتي حذوةُ حصان(2)وكيس الحرمل لا يفارقُ جدارَ غرفتيلي بشريعة "الشواكة"(3) مسنّاة للوضوء.عند الصباح، تأتي الظلالمن ضفة الرصافة إلى ضفتي هذهالمدرسة المستنصرية تترجرج في الماءوتأتي إلى ضفتي بالكرخأتوضّاُ بظلالها كلَّ صباحrnفي سطح بيتي برجُ حمامالأشعل         والألاج،            والمسكي(4)rnالكورس:مَنْ علّم الحمام، الزقّ قبلَ ممارسة الحبّالحمام أرقى المخلوقات فماًما أروعك يا رسولَ اللهكيف جعلتَ القبلةَ رسولا(5)rn(1) "الولاية" مصطلح صوفيّ للتعبيرعن حالةٍ، تسقط معها الشرائع وتُحلّل المحرّمات  للصوفي.(2) يستعمل العامّة بالعراق الحذوة والحرمل لدفع الحسد.(3) الشواّكة من محلات الكرخ ببغداد وهي تقابل تقريباً المدرسة المستنصرية العباسية(4) من أسماء الطيور الأليفة بالعراق(5) قال الرسول :"اجعلوا بينكم وبين زوجاتكم رسولا". قيل له وما الرسول يا رسول الله ، قال: القبلةrn2- الراوية والحلم...سأدخلُ في ملكوتكَ، يا نهرُ يا نهرُكطفلٍ مقمّطٍ  في سَفَطأحلم بأميرةٍ فرعونية، ووصيفاتٍ بضّاتشعورهنّ إلى الركبةأحلم بابهة أجسادٍ تترجرجتفوح بالنعمة واللذةيتراشقْن الماءَ ويتدغدغْن في الأحواض البلّورية يقفْنَ عاريات كما خلقني ربّيويتراشقن الماء والضحكأحلمُ بأبهاء قصورٍ وعربات ذهبيةتجرّها خيول مزخرفة، وأعرافها ممشطةسأحدّث أشجار العراق، والأزقّة والبيبانابن زريْق حيّ بصورةٍ ماسنحوّل المأتمَ إلى عرس ولو إلى حين-أسنتْ مآتمُنا، وبكاؤنا آسن-لا بدّ من عرسٍ ولوْ إلى حينلنتوهّم عرساً، ونوقد الشموعلا بدّ من كسر الرتابة لأنّها تُبلّد الحواسلا بدّ من كسر العادة لأنّها محفّةُ مرضىلا بدّ لنا من وهمٍ جديدولو بين مأتميْنستهفّ الجواري العباسيات، بأفخاذهنّ المجيدة والدفوفثيابُهنّ شفافة كأجنحة فراشات-الثيابُ الشفافة أقوى الشراكلأنها بحكمة بيت العنكبوت مصنوعة-بأيديهنّ طاسات فضية تعكس لهاث الشموعوفي عيونهنّ إثمد وبؤبؤ يومضكما يومض نور في ياقوتةبين مأتم مضى ومأتم قادملا بدّ من عرسٍ كما قلتوفي الطبل نفس الطبل، في الطبل الواحدأعمق الحزن، وأعمق الفرح.rn3- الكورس والليلالليلّ يختلفُ من بلدٍ إلى بلد‘كما تختلف الوجوه حتى في العائلةِ الواحدةالنجوم واحدة. القمرُ واحدٌ. الجنادبُ واحدةٌمع ذلكَ يختلفُ الليلُ من بلدٍ إلى بلدالقمرُ بكلّ اللغات يورث الجنونوعدّ النجوم يسبّبُ الفألولإلاّ قمر بغداد يهيّج الغلمة كذلكوتحيض منه النساءُ والأرانبنجوم بغداد تلغطُ         كأنها تلتقي لأوّل مرّة في حفلكلُّ نجمةٍ: شهرزاد       وكلُّ ليلةٍ :ألفُ ليلةٍما من ليلٍ يتداخل فيه الموتُ والجنسُكليلِ بغدادوفي صدر المرأة الريفيّة:     "شمسْ وقمرْ ونجوم"تحتَ "شيلتها"على وجه الدقّة"شمسْ وقمرْ ونجوم"rnالدفّ بيد جاريةٍ عباسيّةٍدعوةٌ لاشتعال الجسد             والمروق على الدينضفيرتها تنزلق على عجيزتها عند أدنى حركةضفيرتها بطول عمودها الفقريتنزلق على عجيزتها، بليونة ريش بلبلما من ليلٍ يتداخل فيه الموت والجنس، كليل بغدادوشهرزاد لا تدري   &a