اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: المتنبي والزبيدي

العمود الثامن: المتنبي والزبيدي

نشر في: 8 يونيو, 2019: 09:51 م

علي حسين
كنت، ولم أزل، مجرد كاتب يحاول أن يلاحق الأحداث في هذه البلاد التي يخرج فيها نائب ليقول : "سأشتري منصب محافظ الأنبار"، ويصرّ فيها حزب الفضيلة على مطالبة الحزب الشيوعي العراقي بفصل عشائري ، وإلا فإن "الرمّانات" جاهزة. ولهذا كنت، وما زلت، أتمنى أن أجد مسؤولاً عراقياً يرد على الرئيس الإيراني روحاني حين يقول "إننا نتدخل في الشأن العراقي." سيقول لك البعض في مثل هذه المواقف "إن السكوت من ذهب."

 ولأننا في أيام عيد، أتمنى ان أستيقظ ذات يوم ، فلا أجد في نشرات الأخبار خبراً يتعلق بالاستحقاق الطائفي، ليست عندي ياسادة من مقترحات غير التمني، وهي بضاعة المفلسين في عصر يستمد معارفه وعلومه من مكتبة إبراهيم الجعفري التي لا أدري أين حلّ بها الدهر، بعد أن عاد الجعفري الى موطنه الأول "بريطانيا"، لذلك تجدني أحياناً أهرب الى الكتب، وأصدع رؤوسكم بحكايات مؤلفيها، وأتغنى بخصال افلاطون وروسو ونجيب محفوظ ، لأن واقعنا ياسادة أصبح مجرد استعراض لخطب ساسة بلا لون ولا طعم. 

سيقول البعض: بأيةِ حالٍ عُدتَ يا عيد، لكنه يعود ياسادة وسيكون فيه تجديد برغم وساوس عمّنا المتنبي وتشاؤمه، فمثلما يريد البعض لهذا الوطن أن يكون ضحية لمطامحه وقرباناً لدول الجوار، فإن هذا الشعب لايمكن أن يواصل الرضوخ ليقدم كل عام أضحية، وتسرق آماله ومستقبله وأحلامه. فليواصل الكاذبون كذبهم، كما يشاءون، ويستمر المضحوك عليهم في استقبال مزيد من الحكايات الكوميدية عن الاصلاح والنزاهة ، أما نحن فسنغسل أحزاننا ما دام هناك من استطاع أن يحرر الموصل، ويحوّل خيبات مهدي الغراوي وأكاذيبه الى انتصارات ومباهج. 

سنوات والسيد باقر جبر الزبيدي يصدّع رؤوسنا بأنه صاحب "الصنائع السبع": أمن وأمان وهندسة وعمران ومال ومالية وزراعة وصناعة وإسكان، واليوم، والحمد لله، نكتشف له صنعة جديدة خبير في الشأن السوداني ليصدر بيانا الى اهالي الخرطوم يخبرهم فيه : "من خلال متابعتي للشأن السوداني اتضح لي أن البشير يقود مجموعة من الجنرالات الذين يربطهم تنظيم خاص مباشر بدولة خليجية تمويلاً وتخطيطاً، ومن هنا فإن قادة الانقلاب العسكري لم يقنعوني او يقنعوا الشعب السوداني بإمكانية تسليمهم السلطة"، وبسبب هذا البيان الثوري اقترح على الحكومة العراقية أن تعير الزبيدي للسودان لمدة عشرة اعوام ، عسى أن ينصلح حالهم وتنتهي أزماتهم.

في كل الأحوال، وبرغم الحال التي يعود فيها هذا العيد وابراهيم الجعفري ومكتبته "العامرة" ولغته السنسكريتية ، غائبون عن الأنظار والاسماع ، ومع شغفي بعمّنا أبي الطيب، أقول لكم: كل عام وأنتم على عتبة أيام أفضل لاتسمعون فيها صراخ عالية نصيف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram