TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: خبر طريف من البرلمان !!

العمود الثامن: خبر طريف من البرلمان !!

نشر في: 9 يونيو, 2019: 12:33 م

 علي حسين

منذ أن اختفى محمود الحسن، في ظروف غامضة، لاحظت أن الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لم تعد تتعاطى مع النكات التي تخرج من داخل قبة البرلمان، مثل تحوّل عالية نصيف المفاجئ الى راعية للإصلاح، و"تغريدات" حمد الموسوي التي يطالب فيها المواطن العراقي

أن يدعم البرلمان الذي لاينام أعضاؤه الكرام قبل الاطمئنان على أحوال الشعب! أتمنى أن لا يفقد البرلمان ظرفاءه، فيكفيه أنه يفتقد هذه الأيام عباس البياتي، والذي حاول كثيرون، عبثاً، تقليده. وكان آخرهم مثنى السامرائي عندما ألقى على مسامعنا خطبة عصماء عن النزاهة ومحاربة الفساد. هذه هي القضايا الكبرى التي تنشغل بها مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، وهي، والحمد لله كثيرة، أبرزها ظرفاً خبر قيام النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي بـ "كوامة عشائرية" ضد مواطن كتب منتقداً أداءه في البرلمان، وأتمنى طبعاً على السيد نائب رئيس البرلمان أن لا يشملني بقانون "الكوامة العشائرية" فأنا كاتب "على باب الله"، أحاول أن أجد موضوعاً أسدّ به فراغ هذه الزاوية اليومية.. صحيح أنني أمثل مجموعة من "المساكين"، أطلق عليهم سهواً اسم "العراقيين"، يسعون، وأنا منهم بالتأكيد إلى التشويش على العملية الديمقراطية من خلال مطالب أصبحت من المستحيلات، مثل الكهرباء والخدمات والتأمين الصحي، وينفذون أجندات خارجية تمولها الإمبريالية العالمية، هدفها منع نهب المال العام.

كنت أعتقد أن كارثة العراقيين ومأساتهم أكبر ـ أو هكذا يفترض ـ من أية مماحكات ومزايدات سياسية صغيرة بين السادة الزعماء، فليس من المعقول أن ينشغل النائب الأول لرئيس البرلمان بإقرار قانون "الكوامة العشائرية" لمجرد أن مواطناً ينتمي الى نفس فصيله السياسي وجّه انتقادات نشرت في الفيسبوك.

قبل أشهر خرج الوزير الياباني يوشيتاكا ساكورادا، ليعتذر للناس علناً لأنه وصل متأخراً ثلاث دقائق إلى اجتماع برلماني.. هل انتهى الأمر عند هذا الحد.. لا ياسادة.. فقد أجري استطلاع للرأي في إحدى الصحف اليابانية ليحدد هل هذا الوزير بعد "جريمته" الكبرى يصلح للمنصب، فكان الجواب أن 65 بالمئة طالبوا بإقالته.

ولأننا نعيش في بلاد لايُحترم فيها رأي المواطن.. ويسخر ساستها من استطلاعات الرأي، لانها " بدعة صهيونية " تريد النيل من قادتنا الأفاضل، ومع هذا سأطلب من السادة القائمين على البرلمان أن يجيبوا على سؤال يؤرقنا جميعا: من المسؤول عن مثل هذه الأخبار الطريفة والتي تؤكد أن البعض غير مهتم بمقدّرات الناس وحياتهم ومستقبل أبنائهم؟ ومن الذي يدفع باتجاه أن تتحول قبّة البرلمان الى معمل لإنتاج النكات؟ 

يا جماعة نريد العمل الوطني المخلص.. لأن "كوامة" العشائر لا تبني أوطاناً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram